انعقدت الدورة الثانية العادية لمجلس الشورى الوطني لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) بانواكشوط أيام 12، 13، 14، 15 ربيع الثاني 1435 هـ الموافق 12، 13-14-15 فبراير 2014م، و قد ناقش المجلس خلالها التقريرين الإداري والسياسي عن أداء الحزب الذين أُشبعا نقاشاً، وعكس النقاش حولهما وعيا كبيرا بالدور الرقابي لمجلس الشورى وحرصه على تطوير أداء الحزب
وقد ركز المجلس بشكل خاص على تقييم الانتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة ومناقشة الموقف من الاستحقاقات الرئاسية المقبلة ، كما توقف عند المشاكل الاجتماعية إنْ على صعيد مظالم الشرائح الاجتماعية المهمشة، أو على صعيد المعاناة اليومية للمواطنين، وقد حظيت تلك المواضيع بنقاش مستفيض وصريح عكس روح الديمقراطية والمسؤولية والحرص على المصلحة العامة التي يتحلى بها أعضاء المجلس ، وفي هذا الإطار فقد ثمن المجلس النتائج المهمة التي حققها الحزب في الانتخابات البلدية والتشريعية والتي برهنت على نضج الشعب الموريتاني وتطلعه المتنامي للتغيير والإصلاح،كما سجل بارتياح الجهود الكبيرة التي بذلها المكتب السياسي ومستوى الانفتاح الكبير الذي حققه الحزب وأداء إدارة الحملة الانتخابية المميز و التضحيات الكبيرة التي قدمها المناضلون والمناصرون في مختلف مناطق البلاد، وعلى صعيد المظالم الاجتماعية فقد أكد على التزام الحزب بقيم المواطنة وتوطيدها لمصلحة الجميع تماماً كاهتمامه الدائم بالمعاناة اليومية للمواطنين ..
إن مجلس الشورى إذ يختتم دورته العادية الثانية بقرارات وتوصيات من شأنها أن تسهم في تطوير هيئات الحزب وبرنامجه السياسي ليؤكد على ما يلي:
1) الإدانة الشديدة لكل أشكال الإساءة والتطاول على مقدسات الأمة وثوابت الوطن التي يحميها الشرع والقانون ويفرض احترامها الشعب الموريتاني المسلم الرافض لكيد الأعداء ومخططات المتربصين وخصوصا التطاول على جنابه صلى الله عليه وسلم ، ويستهجن المجلس الاستغلال السياسي من طرف السلطة لهذه الإساءات المتكررة دون أن تقوم بواجبها في حماية مقدسات المجتمع وسيادة القانون.
كما يدين الاعتداء على العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، ويطالب بتوقير العلماء و تحمل السلطات مسؤولياتها في حماية أعلام المجتمع ورموزه.
2) دعم وتكثيف الجهود السياسية الرامية للتوصل لموقف موحد للمعارضة من الانتخابات الرئاسية المقبلة يحقق شروط الشفافية والنزاهة في تنظيمها والتوافق حول مرشح موحد لها.
3) تفعيل رؤية الحزب المستندة إلى مرجعيته الإسلامية في مجال معالجة مظالم الشرائح والمجموعات المهمشة في المجتمع من أجل تجسيد قيم المواطنة والعدل والمساواة، وتحقيق الكرامة الإنسانية للجميع.
4) دعم الحراك المطلبي والوقوف إلى جانب ضحايا الاستغلال المهني للعمال، وخصوصاً من طرف الشركات الأجنبية التي تستهتر بحقوق أبناء البلد في ظل عجز وتقاعس السلطات عن حمايتهم.
5) دعم ومناصرة طموح الشعوب الإفريقية والمغاربية في منطقة شمال إفريقيا وغربها لتفيؤ ظلال الديمقراطية والحرية وتشجيع تجربة الشعبين السنغالي والتونسي في التناوب السلمي على السلطة سعيا لبناء نظام ديمقراطي مستقر يقطع الطريق على تحالف الاستبداد والتطرف والاستعمار.
6) دعم نضال الشعوب لتحقيق الحرية والكرامة في فلسطين وسوريا والعراق، وإدانة الانقلاب على الشرعية في مصر وإرهاب الدولة وقتل الأبرياء الذي تمارسه السلطة الانقلابية فيها ضد دعاة الشرعية وغيرهم من القوى الثورية التي صنعت ثورة 25 يناير 2011 ، وفي هذا السياق فإن المجلس يستنكر محاولة النظام الموريتاني فك العزلة الدبلوماسية عن الانقلابين في مصر مستهترا بمشاعر الشعب الموريتاني وقواه الحية التي عبرت عن رفضها وإدانتها للانقلاب على الشرعية في هذا البلد العربي الشقيق.
7) إدانة التطهير الممنهج ضد المسلمين في إفريقيا الوسطى، ودعوة الهيئات الإقليمية والدولية وكل الدول الفاعلة إلى المسارعة في حمايتهم وتوفير الأمن لهم.
نواكشوط
بتاريخ: 17 ربيع الثاني 1435 هـ
الموافق 17 فبراير 2014 م