ألقى رئيس حزب تواصل الأستاذ محمد جميل منصور في اليوم الرابع والأخير من أيام ملتقى الوعي والريادة السادس الذي تنظمه المنظمة الشبابية بفندق اتلانتيك اليوم الإثنين 4 ـ 1 ـ 2016 محاضرة فكرية بعنوان : الإسلاميون وإشكالات الدولة و المعاصرة .
المحاضرة تطرقت لإشكالات الدولة المعاصرة وبينت طبيعة التعاطي معها من الناحية النظرية والأصولية.
وأشار الأخ الرئيس لى أن هناك مدرستين تعاملتا مع الإشكالات الحديثة التي أوجدتها الدولة المعاصرة وقدمتا إجابة فكرية وأصولية على هذه الإشكالات .
المدرسة الأولى هي مدرسة التعارض التي ترى عدم انسجام الدولة المعاصرة وأسلوبها في الحكم مع الإسلام قائلة بالتناقض بين حكم الله (إلهية المصدر) وبين حكم الشعب (وضعية المصدر ). والمدرسة الثانية هي مدرسة التكلف التأصيلي التي تأصل نمط الحكم الحديث تأصيلا شرعيا وتأتي بالنصوص الشرعية وبسيرة الخلفاء الراشدين لتأصيل الأنظمة السياسية المعاصرة .
غير أن كلا المدرستين لم تتعامل مع هذا الإشكال الحديث تعاملا سليما من الناحية النظرية فالقول بالتعارض يوحي بوجود نظام سياسي معين حدده الشرع وهذا ليس دقيقا كما أن التكلف في التأصيل ليس هو الحل وإنما الحل هو بحث هذا الإشكال من الناحية النظرية بطريقة أصلوية منهجية توضح قصد الشارع ونصوصه في المجال السياسي وتحدد الدائرة التي ينبغي أن توضع فيها هذه الإشكالات لكي يتضح هل هي دائرة ثبات وتوقيف أم دائرة تغير واجتهاد.
وقد وصل المحاضر لخلاصة مفادها أن الإسلام لم يهمل شأن الدولة لكنه لم يفصل فيه واختتم المحاضر الموضوع بمقولة للمفكر الإسلامي محمد المختار الشنقيطي يقول فيها (تتنازع العالم العربي اليوم مدرستان : مدرسة علمانية ترى الشريعة نقيضا للحرية ومدرسة سلفية ترى الحرية نقيضا للشريعة فقد جعل العلمانيون الوحي تاريخا يمكن تجاوزه وهذا مستحيل إسلاميا وجعل السلفيون التاريخ وحيا يمكن استنساخه وهذا مستحيل إنسانيا)