تواصلت عملية التصويت في الاستفتاء على الدستور الجديد لجمهورية أفريقيا الوسطى، اليوم الأحد، في العاصمة "بانغي"، بينما لم تنطلق العملية في حيّ "الكيلومتر 5"، أكبر تجمع للمسلمين بالمدينة، حيث سمع، الليلة الماضية، دوي إطلاق النار.
وأفاد مراسل الأناضول، أن بعض مراكز الاقتراع في بانغي، فتحت أبوابها لاستقبال الناخبين، في تمام الساعة (8.00) بالتوقيت المحلي (7.00 تغ)، متأخرة ساعة كاملة عن موعدها الأصلي، فيما لم تفتح مدرسة "كودوكو"، بحي المسلمين في "الكيلومتر 5"، أبوابها، رغم أنها كانت من بين مراكز الإقتراع المعتمدة رسمياً لاستقبال الناخبين، وذلك عقب سماع دوي إطلاق نار، طوال الليلة الماضية، في هذا الحي الواقع بالدائرة الثالثة للعاصمة.
وتعقيباً على التأخير المسجّل في مواعيد مراكز الاقتراع، قال مسؤول أحد المراكز في بانغي، لمراسل الأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، إنّ "التأخير يعود، في الغالب، إلى صعوبات لوجستية".
ورغم التأخير المسجّل، إلاّ أنّ الناخبين تدفّقوا، منذ صبيحة اليوم، باتجاه مراكز الاقتراع الأخرى، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء حول الدستور الجديد للبلاد، حيث شهدت مدرسة "غالادادجا" بالدائرة الثامنة لبانغي، إقبالاً هاماً، بحسب المصدر نفسه.
وبحسب اللجنة المشرفة على الانتخابات، فإنّ الإقتراع سيتواصل إلى حدود الساعة (16.00) بالتوقيت المحلي (15.00 تغ)، غير أنه سيستمر إلى ما بعد ذلك، في المراكز التي فتحت أبوابها متأخرة، أي إلى حين استكمال ساعات التصويت الـ 9 المنصوص عليها في القانون الانتخابي للبلاد.
أما على الصعيد الداخلي، فقد سجّلت اضطرابات خطيرة في مدينة "كاغا- باندورو"، شمالي البلاد، على خلفية رفض عناصر من تحالف "سيليكا" (إئتلاف سياسي وعسكري مسلم)، إجراء الإقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وفي شهادات متفرقة لمراسل الأناضول، أفاد شهود عيان بالمدينة، أنّ عناصر من "الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى"، التابعة لتحالف "سيليكا"، قامت بتعطيل سير العملية الانتخابية، كما سبق وأن وحذرت من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والاستفتاء الخاص بالدستور في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ودعي، اليوم، مليونا ناخب في أفريقيا الوسطى إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء بشأن الدستور الجديد للبلاد، فيما من المنتظر أن تجري المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 27 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، والثانية في 31 يناير/ كانون الثاني القادم، لوضع حدّ للفترة الانتقالية التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام الماضي.
وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/ آذار 2014، إلى دوامة عنف، وشهدت البلاد حالة من الفوضى والاضطرابات، بعد أن أطاح مسلحو تحالف "سيليكا"، ذو الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزيه، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّب بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين، شارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "أنتي بالاكا"، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، في يناير/ كانون الثاني 2014، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.
المصدر : الأناضول