كلمة رئيسة منظمة نساء الإصلاح في افتتاح المؤتمر الخامس للمنظمة

سبت, 04/01/2025 - 12:14

بسم الله الرحمن الرحيم 
كلمة رئيسة المنظمة عائشة بنت بونا 
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السيد زعيم المعارضة الديمقراطية ورئيس حزبنا حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)
السيد نائب رئيس الجمعية الوطنية
السيد رئيس مجلس الشورى الوطني 
للحزب
السادة النواب والمنتخبون
السادة أعضاء مجلس الشورى والمكتب السياسي
السيدة رئيسة المجلس النسائي للمنظمة
السادة رؤساء ورئيسات الأحزاب السياسية 
السيدات رئيسات اللجان والمنظمات الوطنية النسائية في الأحزاب السياسية
السادة والسيدات ممثلو منظمات المجتمع المدني 
السادة ممثلو الصحافة الوطنية والدولية 
وفود الشرف الكريمة   أخواتنا الحبيبات من قطعتن  المسافات البعيدة  وتحملتن عناء السفر تلبية لدعوتنا
أعضاء مكتب المنظمة
إخواني أخواتي قيادات الحزب ومناضليه
أخواتي المؤتمرات من كل ربوع وطننا الغالي  
أيها الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حللتم أهلا ونزلتم سهلا  
شرفتمونا بحضوركم افتتاح المؤتمر الخامس لنساء الإصلاح ونحن ممتنون لكم جميعا، 
فشكرا جزيلا ، وجزاكم الله عنا كل خيرا

إخوتي أخواتي :
(في هذه اللحظات الخاصة التي نحتفي فيها باستحقاق من أهم استحقاقات نساء الإصلاح ، نستحضر أسماء قائدات ) فقدناهن خلال المرحلة المنصرمة وأخوات حبيبات لم تغب ذكراهن الطيبة وبصماتهن المشرقة عن أذهاننا،وكن خير مثال للتضحية والجد والبذل في ميادين العمل للوطن والأمة،  أسأل الله العلي القدير أن يشملهن بعفوه ورضوانه ويكتب لهن الدرجات العليا من الجنة  ويخلفهن في عقبهن وأهلهن بخير ،
اللهم ارحم: 
هند بنت الدية 
وخداجة بنت سيديا 
مريم بنت  لبات 
لمانة بنت ابراهيم  
الزهرة بنت الطالب
شيختنا ومعلمتنا مريم بنت النها
آمنة العادل
فاطمة بنت احمد جدو
سناء محمد يحي
وأخريات  يعلمهن الله
نحتسبهن عنده ولانقول إلا ما يرضيه،

إخوتي أخواتي أيها الحضور الكريم عشنا خلال الفترة الأخيرة بكل مرارة استمرار حرب الإبادة على إخواننا في غزة العزة وما شهدته من مجازر مروعة في صفوف المدنيين تعجز الصورة عن نقلها والكلام عن وصفها، راح ضحيتها  عشرات الآلاف من النساء والأطفال في ظل صمت عالمي وتواطئ  دولي مهين !
ما أغرى الكيان بالتوسع في تلك الانتهاكات،  
لقد عرت تلك المجازر وذلك الصمت والتصامم كل شعارات أدعياء حماية المرأة وأسقطت كل دعاوى الحقوق والحرية والدفاع عن المرأة والطفل، وجسدت سياسة الكيل بمكيالين، 
وهي فرصة لتجديد التنديد بممارسات الاحتلال الصهيوني ضد أهلنا في غزة والأراضي المحتلة،
ولمطالبة الدول العربية  والإسلامية وأحرار العالم بكسر جدار الصمت 
والعمل على حماية المظلومين من بطش الاحتلال و وحشيته،
نحيي الصمود الأسطوري للمقاومة الباسلة  وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام ونترحم على قياداتها الأبطال من قدموا دماءهم رخيصة دفاعا عن الأقصى والأمة تقبلهم الله شهداء عنده،   
 وتحية خاصة لخنساوات العصر في غزة وهن يقدمن فلذات الأكباد فداء للمقدسات ويتشثبن بالأرض كأشجار الزيتون يقاومن محاولات الاجتثاث بكل الوسائل، تحية لهن في كل شبر من أرض فلسطين المباركة،
تحية لهن مرابطات في المسجد الأقصى المبارك ،
وتحية لهن أسيرات صامدات خلف قضبان  الكيان المحتل،
ولن تضيع تلك التضحيات العظيمة وسيطهر الطوفان المبارك رجس الصهاينة الغاصبين، فالنصر  آت وفجر الفتح قريب بإذن الله تعالى.

أيها الجمع الكريم ينعقد مؤتمرنا اليوم في ظرف وطني خاص شهد انتخابات رئاسية أحرز  فيها حزبنا  نسبة معتبرة رغم التحديات الجمة ، وهي فرصة لشكر كل التواصليين وأخص نساء الإصلاح على الجهود الكبيرة في حملتنا المباركة سعيا لخدمة الوطن و تصدرا  لمسيرة الإصلاح،
إن وطننا اليوم بدا أكثر حاجة من أي وقت مضى  لقرارات وأفعال جادة تنعكس على نمائه واستقراره  و لحمته بعيدا عن برامج الحكومات المسطرة بألفاظ فضفاضة منمقة، 
فالفساد  لايزال جريمة بلا مجرمين وآفة تنخر جسم المؤسسات فلا ترى أثرا  للميزانيات الترليونية على حياة الناس والكثير من سكان العاصمتين انواكشوط وانواذيبو وعدد معتبر من مدننا وحواضرنا في الداخل يعانون العطش ، وخدمات التعليم والصحة متردية، والغلاء مستفحل مقابل 
ضعف الرواتب وانتشار البطالة في صفوف النساء والشباب. 
وتعاني المرأة في الريف بشكل خاص من زيادة حدة الأزمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، و تواجه صعوبات حقيقية في الولوج لخدمات الصحة والتعليم إضافة لغياب الدعم الاقتصادي الناجع الذي يؤهل المرأة الريفية للمشاركة الفاعلة في التنمية المحلية. 
ولا تزال الأزمة الأمنية مستحكمة و تجلياتها المؤلمة متجددة؛ قتلا و انتهاكا للأعراض بما يهدد  استقرار المجتمع و سكينته ، 
وهنا نجدد تضامننا مع كل النساء ضحايا حوادث الاعتداءت الأليمة ونطالب باتخاذ إجراءات رادعة تحول دون تكررها، ومنها تغليظ العقوبات على هذا النوع من  الجرائم و اعتبارها حرابة ، وإنزال العقوبات المناسبة لها انطلاقا من هذا التكييف.
من جهة أخرى لاتزال مشاركة المرأة في صنع القرار دون المأمول والمطلوب سواء في الوظائف الانتخابية وغيرها وهو ما يستدعي مراجعة القوانين المنظمة لمشاركة المرأة والسياسات المتبعة في هذا المجال في اتجاه الرفع من مشاركة المراة وحضورها حتى تتبوأ المرأة الموريتانية مكانتها اللائقة.

أيها الحضور الكريم ينعقد مؤتمرنا الخامس هذا تحت شعار:
"نواجه التحديات ونعزز المكتسبات" 
وذلك في إطار خيار حزبي لا تراجع عنه، يتأسس على تكريس الشورى والمؤسسية واحترام آجال المؤموريات وإتاحة الفرصة للتقويم والمراجعات، وكل ما من شأنه تطوير العمل وتجويده.
فهنئيا للتواصليات بمؤتمرهن الخامس والذي يأتي بعد أربع مؤتمرات 
راكمن خلالها التجربة وطورنا الأداء وصنعن النموذج للمنظمة النسائية الفاعلة والمؤثرة، 
والله أسأل أن تكون محطتنا هذه فرصة أخرى للتطوير والتجويد نحو الريادة في مسيرة إصلاح وطننا وبنائه على أسس سليمة.

لقد واجه عمل المنظمة في بداية المأمورية الماضية تحديا  غير مسبوق تمثل في جائحة كوفيد وما صاحبها من حظر الاجتماعات والتجمعات، لكن التواصليات بحمد الله وتوفيقه حافظن على حضورهن القوي  وأدائهن المشرف حزبيا ووطنيا، وكان حضورهن فاعلا في نصرة قضية الأمة الكبرى؛ قضية فلسطين؛
فعملن على تخفيف وطأة الجائحة ,توعية ومساعدة للمحتاجات،
ونظمن الملتقيات الوطنية توعية وتكوينا للمنتسبات وحشدن من أجل المرأة الموريتانية فخرجن في مسيرات عديدة رافضات للتهميش والإقصاء والغلاء، مطالبات بتحسين ظروف المرأة في المدن والأرياف وتطوير المشاركة السياسية للمرأة،
فنظمن ملتقيات إبان الموسم الانتخابي تدعو لمراجعة قوانين الكوتا وتضمن زيادة الحضور بما يناسب مستوى الوعي والكفاءة لدى النساء الموريتانيات، 
وتمسكا بالمرجعية الإسلامية ودفاعا عن المجتمع،رفضت نساء الإصلاح أي قانون لا يحقق حماية المرأة 
ولا يلبي حاجات المجتمع، و رفعن الصوت عاليا أن؛ "شرعنا مصدر حماينا"، لانبتغي حماية مزعومة تستهدف الأسرة وتقوض القوامة وتلغي الأدوار الفطرية لخلق الله في كونه.

أيها الحضور الكريم أشرفت على التحضير لهذا الاستحقاق لجنة مركزية برئاسة الأستاذة المفضالة توت بنت حامد وعضوية العديد من القيادات والرموز نسقت الأعمال في كل مجالات التحضير فتكاملت جهود الجميع في العاصمة والداخل، حرصا على المؤسسية وقياما بواجب الوقت فعملن بجد وإخلاص وتجرد ،
فلهن كل التحية والتقدير والله أسأل أن يجزل لهن المثوبة ويتقبل الجهود ويبارك فيها.
 
أيها الجمع الكريم ضيوفنا من شركاء الوطن ووفود الخارج، أحبتنا لا يسعني إلا أن أجدد شكري وامتناني لكم جميعا على صبركم و تحملكم و حرصكم على مشاركتنا مفتتح هذا المؤتمر، فلكم جزيل الشكر وعظيم الامتنان. 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته