كلمة نائبة رئيس مجلس الشورى الوطني في افتتاح الدورة الثانية 2024

أحد, 13/10/2024 - 14:06

ألقت نائبة رئيس مجلس الشورى الوطني الدكتورة ياي انضو كولبالي الكلمة الافتتاحية لدور مجلس الشورى الوطني العادية الثانية للعام 2024 نيابة عن رئيس المجلس المهندس حمدي ولد ابراهيم المسافر حاليا.

نص خاطب الرئيسة:

 

الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)
مجلس الشورى الوطني
الدورة العادية الثانية 2024 (دورة المرحومة خداجة محمد سيديا) 
 
كلمة رئيس المجلس
السيد رئيس الحزب،
 السيد زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية
السادة أعضاء مؤسسة الرئاسة، والأمانة العامة
السادة أعضاء مجلس الشورى الوطني
السادة ممثلو الصحافة الوطنية والدولية
أيها الحضور الكريم ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن  من دواعي الفرح والسرور أن نلتقي بكم بمناسبة انعقاد الدورة العادية الثانية لمجلس الشورى الوطني سنة 2024 "دورة المرحومة خداجة محمد سيديا" التي نترحم على روحها الطاهرة راجين من الله العلي القدير أن يسكنها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، كما نتقدم بتعازينا القلبية لذوي الفقيدة وإخوانها وأخواتها وكل مناضلي ومناضلات تواصل . 
لقد كانت فقيدتنا نائبة لرئيس المجلس الوطني للشورى فكانت طيلة مشوارها المتميزمع الحزب مثالا يحتذى في الانضباط والتضحية والعطاء، وهي قيم يجب أن نستلهمها جميعا بغية تحقيق ما نصبو إليه من غايات وأهداف.
الإخوة و الأخوات أعضاء المجلس
لقد حرصتم على حضور هذه الدورة رغم الإكراهات الجمة للكثير منكم؛ فهنيئا لكم وشكرا جزيلا على ما بذلتم من أجل حضور فعاليات هذه الدورة، حرصا على القيام بدور مجلسكم في متابعة رقابة تسيير الحزب.
أيها الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى الوطني،،
تنعقد دورتكم هذه بالتزامن مع الدخول السياسي وبعد انتخابات هامة خاضها حزبكم بكل إصرار متقدما ببرنامج انتخابي طموح فكان الأداء ولله الحمد مرضيا وكانت النتائج مشرفة في السياق الذي جرت فيه الاستحقاقات المذكورة وانسجاما مع موقفنا، ومن هنا يتأكد دوركم في اغتنام أيام هذه الدورة الثلاث للنقاش المثمر والتحليل البناء بغية إرافاد الجهات التنفيذية في الحزب بما يلزم من توجيه وترشيد ورسم للأولويات والتوجهات في المرحلة القادمة، هذا إضافة إلى ما ستقررون اتخاذه من قرارات داخلية.
من جهة أخرى تنعقد هذه الدورة بالتزامن مع اكتمال عام كامل من العدوان الغاشم على أهلنا في فلسطين من طرف الكيان الصهيوني في صمت مخز للمجتمع الدولي وتمالئ فج لبعض الدول التي كانت تتشدق بتقديس حقوق الإنسان قبل أن تفضحها فظائع الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة.
وهذه فرصة لتأكيد المؤكد والتذكير بإدانة الحزب لهذا العدوان الهمجي  الذي ارتقى جراءه عشرات آلاف الأبرياء جلهم من الأطفال والنساء في غزة وحدها قبل أن يتمدد العدوان إلى الضفة وإلى لبنان موحدا بين الأشقاء في المعناة كما وحدتهم المقاومة المشرفة الصامدة في وجه أعتى قوى الاستكبار  مقدمة قادتها شموعا تنير درب التحرر و الانعتاق.
لقد كان استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن الله وعشرات القادة مؤلما للأمة لكنه حمل رسائل عديدة منها أن طريق تحرير الأقصى مضمخ بدماء الشهداء وفي مقدمتهم القادة القابضون على جمر القضية دون تزحزح ولا مهادنة.
لكن هذا المشهد القاتم لم يحجب نور الجهاد المنبعث من بين الركاب فكانت للمقاومة ضرابتها المسددة التي أوجعت الكيان وأربكته وهي جهود تبعث على الفخر وتستحق توجيه التحية لفرسان القسام وكتائب حزب الله والحرس الثوري الإيراني وقوات أنصار الله في اليمن وكل من يطأ موطئا يغيظ الأعداء المعتدين.
أما محليا فإن دورة المجلس تنعقد في ظرفية خاصة تتسم ببعض المشاكل والتحديات التي من أهمها الارتفاع المتسارع لأسعار المواد الغذائية، وضعف مستوى الدخل، إضافة إلى صعوبة الولوج إلى الخدمات الأساسية، وارتفاع مستوى البطالة خاصة بين صفوف الشباب، وهي مشاكل متراكمة لم تنجح حتى الآن الوعود الحكومية وما تم الإعلان عنه من إجراءات محدودة في حلها.
وتجدر الإشارة من جهة أخرى إلى أن جهود محاربة الفساد والرشوة وإصلاح الإدارة مازالت ضعيفة وتستدعي الكثير من الصرامة والفاعلية من خلال إقامة حكامة رشيدة تسعى إلى ترشيد وعقلنة تسيير الموارد، والعمل على استفادة الجميع من ثروات وخيرات الوطن.
السادة والسيدات أعضاء المجلس الموقرين ..
ستناقشون في هذه الدورة ـ التي نرجو لأعمالها السداد والنجاح ـ التقرير العام للأداء الذي سيقدمه رئيس الحزب، ويتضمن محورا حول الوضعية السياسية وآخر المستجدات، وآخر حول أداء الحزب على المستوى الإداري والتنظيمي، إضافة إلى التقرير الرقابي المعد من طرف رئاسة المجلس وخطة عمل الحزب وميزانيته لسنة 2025، وهي فرصة ثمينة للنقد البناء وتقديم الملاحظات والمقترحات التي تساعد على تجويد العمل وتحسين مستوى الأداء، ليتكامل بذلك دورُكم الرقابي مع دور الهيئات التنفيذية بغية الحصول على الأهداف المنشودة.
والله ولي التوفيق

نواكشوط 11 أكتوبر 2024