خطاب رئيس الحزب في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الشورى للعام 2024

أحد, 13/10/2024 - 13:59

ألقى رئيس الحزب حمادي ولد سيد المختار الخطاب التالي في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الشورى الوطني المنعقدة أيام 11-12-13 أكتوبر 2024 في نفدق موريسانتر بالعاصمة انواكشوط:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس مجلس الشورى الوطني

‎السادة الرؤساء

‎ السادة أعضاء الأمانة العامة

‎السادة أعضاء مجلس الشورى الوطني

‎السادة ممثلو الصحافة الوطنية والدولية

‎أيها الحضور الكريم

‎السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

‎إنه لمن دواعي الغبطة والفرح والسرور أن نلتقي اليوم مجددا بمناسبة انعقاد الدورة العادية الثانية …لمجلس الشورى الوطني للعام 2024 "دورة المرحومة خداجه بنت سيديا التي نسأل الله أن يتقبلها بأحسن قبول وأن يجعلها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن الائك رفيقا وأن يجعل لسان حالها ناطقا علينا يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين كما نسأله سبحانه أن يجعلنا ووالدينا وأحبابنا ويجعلها ممن سبقت لهم من الله العناية فلم تضرهم الجناية من الذين سبقت لهم من الله الحسنى اوليك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الاكبر وتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ولا ننسى هنا أن نعزي أنفسنا وأسرة الفقيدة وإخوانها،لقد كانت رحمة الله عليها طيلة مسيرتها المتميزة مع الحزب مثالا يحتذى في الاخلاق والانضباط والتضحية والبذل والجد والصبر والحلم والاناة والإنجاز،وهي صفات يجب أن نستلهمها جميعا بغية تحقيق ما نصبو إليه من غايات وأهداف.

‎السادة والسيدات أعضاء المجلس

‎أشكرلكم حرصكم على حضور هذه الدورة رغم الانشغالات وبعد المسافات وما لدى الكثير منكم من الالتزامات فهنيئا لكم وشكرا جزيلا على ما بذلتم من أجل حضور فعاليات هذه الدورة، حرصا منكم على القيام بالدور المنوط بكم في متابعة العمل ورقابة تسيير الحزب،والتداول حول الشأن العام

 

 

 

‎أيها الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى الوطني:

‎تنعقد دورتكم الموقرة هذه في ظرف محلي وإقليمي ودولي استثانئي فعلى المستوى المحلي تنعقد هذه الدورة بعد تنظيم الاستحقاقات الرئاسية شهر يونيو الماضي والتي أحرز فيها الحزب نتائج معتبرة بتوفيق الله رغم التحديات الجمة التي اكتنفت عملية الترشيح والتي ليس أقلها الإعلان المتأخر للقرار المتعلق بالترشيح وما انجرً عن ذلك من صعوبات في تدبير الوسائل المادية واللوجستية الضرورية للحملة إضافة إلى غياب داعمين سياسيين كبار للمرشح من خارج الحزب

‎وهي مناسبة نغتنمها للإعراب عن شكرنا وامتناننا لكافة مناضلي ومناضلات الحزب على ما بذلوه من جهود كبيرة وما قدموه من تضحيات جسيمة كان لها الأثر البالغ في النتائج المحرزة.

 

‎أيها الإخوة والأخوات:

‎لقد أفضت الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة إلى تشكيل حكومة جديدة ،ومع كل تشكيلة حكومية تتجدد آمال البعض حلما بغد أفضل،وهو ما يدفع بمنح الحكومة الجديدة الفرصة وبعض الوقت للوقوف على مدى صدق ومصداقية الوعود الكثيرة التي أطلقتها من خلال برنامجها المقدم للجمعية الوطنية

‎ورغم ذلك تستمر معاناة المواطنين فأغلب الأزمات الاجتماعية والاقتصادية لا تزال تراوح مكانها دون وجود حلول ناجعة تخاطب الجذور الحقيقية لها،والمتمثلة في ضعف الحكامة واستشراء الفساد على اختلاف أنواعه وتمظهراته ،ولا أدل على ذلك من أزمة العطش الحالية التي طالت أغلب أحياء العاصمة انواكشوط وما صاحبها من ارتفاع فاحش في سعر طن الماء الواحد مع ندرته .

‎وهي مناسبة لدعوة الحكومة لتحمل مسؤوليتها تجاه الوطن والمواطنين بدل سلوك اللامبالاة والإهمال اللذين طبعا التعاطي الرسمي مع الأزمة الحالية حتى الآن،يضاف إلى ذلك غلاء المعيشة والمتمثل في الإرتفاع الكبير في أسعار أغلب السلع والمواد الاستهلاكية رغم الإجراءات الشكلية التي اتخذتها الحكومة والتي لم تفلح في لجم منحى الأسعار المتصاعد

‎إلى جانب صعوبة الولوج إلى الخدمات الأساسية التي بقيت متردية في أغلبها وارتفاع مستوى البطالة خاصة في صفوف فئة الشباب،مما يتطلب اتخاذ قدر كبير من الجهود والإجراءات الفعالة من طرف الحكومة، والصرامة بشكل مستمر ومنتظم في تطبيقها بغية التخفيف من وطأة الظروف المعيشية الصعبة للمواطنين خاصة لدى المكونات الاجتماعية الأكثر هشاشة.

‎أيها الإخوة و الأخوات أعضاء مجلس الشورى الوطني:

‎إن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"تواصل" سيظل دوما وكما كان حريصا على مصلحة البلاد واستقرارها وازدهار مستقبلها،عبر التعاطى إيجابا مع كل دعوات الإصلاح والجهود الساعية للبناء وترسيخ دولة القانون والمؤسسات والدفاع عن الثوابت والمقدسات.

‎وفي هذا الإطار فان الحزب يجدد دعوته للنظام إلى تنظيم حوار سياسي جدي وشامل، يضعِ الحلول الناجعة لمختلف الإشكالات والتحديات الكبرى التي تهدد مستقبل الاستقرار السياسي والاجتماعي بالبلد وتضاعف معاناة المواطنين .

‎كما يؤكد على ضرورة الإسراع في تنفيذ البرامج والإصلاحات الهادفة إلى تحسين ظروف المواطنين والصرامةِ في مواجهة الفساد ومتابعة ومقاضاة المفسدين .

 

‎*وعلى الصعيد الإقليمي والدولي

لا يزال العدوان الإسرائيلي الغاشم على أرض الإسراء والمعراج مستمرا

‎ والجرح الغائر في غزة العزة نازفا والجديد هو مجيئ الدور هذه المرة على لبنان الشقيق واستهداف مقاومته الباسلة عبر الاغتيال الغادر والجبان لقادتها إلى جانب مجازر واسعة في صفوف المدنيين الأبرياء في غزة ولبنان في استهتار غير مسبوق من هذا الكيان الغاصب بكل الخطوط الحمر وما تعارفت عليه الإنسانية من قيم ومبادئ تحترم حقوق الإنسان وتكفل سلامة المدنيين في الحروب والنزاعات فهانحن نكمل عاما من الانتصارات والصبر والثبات، عام أذيق فيه الكيان الويلات فلم يكن يخيل إليه أن المجاهدين يمكنهم أن يفعلوا به ما فعلوا فكانت هذه الضربة رسالة لهم ولمن والأهم فحواها لن نتراجع حتى يأتي الله بالنصر أو نستشهد في سبيل ذالك، عام من التشبث بالعقيدة والإيمان فألام ترى فلذة كبدها تحمل على الأكتاف فما يزيدها ذالك إلا إيمانا وتسليما، والشيخ يرى أبناءه يستشهدون الواحد منهم تلو الأخر فلا يتزحزح إيمانه ولا يتراجع عن قضيته.

 

أيها السادة والسيدات

ستظل ذكرى السابع من أكتوبر ذكرى النصر المؤزر والمجد المظفر ذكرى الطوفان الذي أحيا الأمة بعد موتها ووحدها بعد تشتتها

‎عام ظلت فيه المقاومة صامدة رغم الحصار والتجويع لم تضعف همتهما ولم تزل قدمها.

‎ عام وغزة لازالت تقاوم رغم تكالب الأعداء وخذلان بعض الأصدقاء ولكن الله سخر لهذه القضية رجالا لا يخشون فيه لومة لائم، رجال سلكوا طريق الشهادة ابتغاء تطهير المسجد المبارك من رجس اليهود فجاهدوا ورابطوا وصبروا ولا درهما ولا دينارا ادخروا بل وهبوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله متمثلين في ذالك قوله تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، وقول النبي (ص) ( أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكًا ورحمة ثم يكون إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان ) صححه الألباني ،ولكن كما تعلمون ونعلم ان هذه القضية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي قضية الامة الإسلاميةوقضية كل من بقيت لديه ذرة من إنسانية فالحرب التي يقتل فيها الطفل الصغير قبل الكبير والشيخ والمرأة على حد سواء، لايمكن أن تسمى إلا عدوانا من محتل غاشم بمساعدة وتمويل بعض الدول التي لا تريد الخير ولا الاستقرار أن يسودا في أرض المسلمين

‎بعد هذا العدوان انكشف وانجلى كذب الغرب وسياساته الغير عادلة فأين الامم المتحدة واين حقوق الإنسان والقانون الدولي مما يقع في غزة، لماذا لم تطبق على الكيان الغاصب أقصى وأقسى العقوبات وهو يستخدم شتى وسائل الإبادة والدمار لمحق وإزالة فلسطين، ولكن هيهات لن يكون لهم ذالك بإذن الله فالله وعدنا بالنصر وهو لايخلف الميعاد.

وقد شكلت عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات المقاومة وعلى رأسهم القائد الشهيد أسماعيل هينة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس والأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله وغيرهم من قيادات المقاومة، قمة الغطرسة والارهاب والتمادي في الاجرام الذي تشجعه سياسة الافلات من العقاب ،التي جعلت العدو الصهيوني الغاصب يمارس جرائمه دون حدود او قيود على مرأى ومسمع كل العالم الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والشعوب واحترام سيادة الدول.

وعلى المستوى الإقليمي

تستمر حالة الاضطراب في منطقة الساحل والصحراء وهو ما زاد من حدة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها المنطقة منذ عقود.

وينذر التنافس المحموم بين القوى الكبرى على النفوذ في دول الجوار الإقليمي و تزايد الاهتمام باحتياطاتها النفطية و المعدنية بخطر انجرار المنطقة إلى صراعات وحروب بالوكالة تفاقم حالة الاحتراب والفوضى والنزاعات العرقية المستحكمة في المنطقة.

 

‎السادة والسيدات أعضاء المجلس الموقرين

‎إن الحزب يعول عليكم كثيرا في

‎إبداء الملاحظات والمقترحات التي تساعد على تجويد العمل وتحسين مستوى الأداء، ليتكامل بذلك دوركم الرقابي مع دور الهيئات التنفيذية بغية الحصول على مانصبو إليه جميعا من قيام عمل مؤسسي فعال وناجع يرتقي بالحزب ويقدم نموذجا يحتذى في الحياة السياسية الوطنية .

 

‎أشكركم جميعا مرة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته