قتل أكثر من عشرين شخصا وأصيب العشرات برصاص قوات الجيش والشرطة المصرية أثناء مظاهرات حاشدة نظمها أمس الأحد رافضو الانقلاب في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، بينما لقي شرطي مصرعه في حي المطرية بالقاهرة خلال المواجهات مع المتظاهرين، وقتل شرطيان آخران جراء هجوم مجهولين على نقطة تفتيش في المريوطية بمحافظة الجيزة.
وقالت وزارة الداخلية إنها ألقت القبض على 150 متظاهرا خلال فعاليات الذكرى التي بلغت -وفق مصادر ميدانية- أكثر من ستمائة مظاهرة في أغلب محافظات الجمهورية.
وسجلت محافظات القاهرة الكبرى وحدها نحو مائتي فعالية تعرض معظمها لهجمات قوات الأمن، مما أسفر عن وقوع قتلى ومصابين.
وشهد حي المطرية شرقي القاهرة مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الذين استخدموا النبال والألعاب النارية وقطع الطرق لمنع تقدم قوات الأمن نحوهم، حيث أكد شهود عيان مقتل ما لا يقل عن عشرة متظاهرين وشرطي، وإصابة العشرات بينهم عدد من الضباط.
وقال مراسلو وكالات الأنباء في القاهرة إن ميدان التحرير شهد حالة تأهب أمني شديد على مستوى قوات الجيش والشرطة على حد سواء، إذ أُغلقت منافذ الميدان الستة بالأسلاك الشائكة والمدرعات وسيارات الأمن المركزي، كما انتشر رجال الشرطة والمخبرون في محيط الميدان، ولم تستطع أي مجموعات ثورية الاقتراب من الميدان.
إسقاط النظام
وأضافوا أن حركة شباب 6 أبريل دعت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، للنزول بشكل سريع إلى ميادين الأوبرا وعابدين وباب اللوق وطلعت حرب وكوبري قصر النيل.
وجدد المتظاهرون هتاف ثورة 25 يناير وهو "الشعب يريد إسقاط النظام"، كما هتفوا "يسقط يسقط حكم العسكر"، ونددوا بحادثة مقتل الناشطة شيماء الصباغ، لكن قوات الشرطة بادرت بتفريق المتظاهرين بالقوة.
كما خرجت المسيرات في محافظات أخرى منها الإسكندرية والبحيرة، حيث اعتدت قوات الأمن ورجال أمن بزي مدني على متظاهرات في الإسكندرية، وأكدت مصادر اعتقال أكثر من 150 متظاهرا.
وشيعت في مدينة الإسكندرية جنازة عضوة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي شيماء الصباغ التي سقطت أول أمس السبت بأعيرة أطلقتها قوات الأمن على محتجين في ميدان طلعت حرب بالقاهرة، حيث جاء مقتلها بعد يوم من مصرع الطالبة سندس أبو بكر برصاص الأمن خلال مشاركتها في مسيرة مناهضة للنظام في الإسكندرية الجمعة.
وفي شمال سيناء التي تشهد إحكاما للقبضة الأمنية وحظرا للتجول، خرجت عدة مسيرات شبابية في مدينة العريش على فترات متقطعة، مما استدعى وصول أعداد أخرى من المدرعات والآليات العسكرية، بحسب مصادر قبلية.
العقاب الثوري
وفي تطور في هذه الذكرى، برزت أعمال ما يسمى بالمقاومة الشعبية التي تبنت عمليات قطع طرق وسكك حديدية وحرق مقار حكومية وأمنية، بالإضافة إلى استهداف عدد من الضباط والمجندين على مستوى الجمهورية.
وقالت حركة جديدة أطلقت على نفسها "العقاب الثوري" في تغريدة لها على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنها نصبت كمينا محكما لتشكيل عسكري أصابت فيه عددا من الضباط والمجندين، كما تبنت هجمات مختلفة على عدة أهداف أمنية.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمون بدء مرحلة جديدة من العمل الثوري، وشددت في بيان لها على أنه "لا حل لما آلت إليه الأوضاع إلا بالحل الثوري الكامل الذي لن يتوقف عند كسر الانقلاب، بل يستمر حتى تطهير الوطن من كافة أشكال الفساد والاستبداد والكيانات الداعمة له".
من جانبها قالت حركة "6 أبريل-الجبهة الديمقراطية" إنها ستواصل التظاهر حتى تحقيق أهداف الثورة، وشنت في بيان نشرته جريدة الأهرام الرسمية هجوما حادا على السلطات المصرية.
ونعت الحركة في بيانها سندس وشيماء اللتين سقطتا بنيران الأمن في اليومين الماضيين، واصفة من قتلهما "بالدكتاتور القاتل للجميع وليس لفصيل دون آخر".
* الجزيرة.نت