في مطلع سبعينيات القرن العشرين، ولد اكناته ولد النقرة بمدينة مكطع لحجار في عمق الوسط الموريتاني حيت تجتمع ميزات أهل شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها، وحيث تمتزج الثقافات الوطنية وتنصهر، فاكتسب كغيره من أبناء هذا الحيز الجغرافي من بلادنا، ميزات كل جهة وشمائلها، قبل أن ينتقل إلى العاصمة انواكشوط فعاش فترة الدراسة الابتدائية والثانوية والجامعية، فكان مقامه في انواكشوط –حيث تمتزج كل ثقافات البلاد- معززا لتلك الميزة التي اكتسبها من منبته وهي الجمع بين مميزات كل جهة والتعرف على طباع أهلها والتأثر بالأجود منها.
لك أن تتحدث كما تشاء عن اتساع ثقافة الرجل وتنوع جوانبها، إذا علمت أنه جمع التخصصات العلمية والأدبية والشرعية. فقد حصل على شهادة الباكلوريا في العلوم الطبيعية وشهادة المتريز في التخطيط الإقتصادي وشهادة الماستر في العلوم الإدارية وإدارة الأعمال. وشهادة الكفاءة التربوية في اللغة العربية، وعمل أستاذا للمادة فكان أكثر أساتذتها اقتدارا وامتيازا وانضباطا بشهادة الإدارة والمفتشين والتلاميذ، وهو بالإضافة إلى ذلك إمام أحد أقدم المساجد في دار النعيم وأحد أهم خطباء الجمعة المشهود لهم بالكفاءة والتأثير.
ولم يقتصر العطاء العلمي والثقافي للرجل على التدريس والخطابة، فهو محاضر مقتدر حاضر في عدة مناسبات وفي مجالات متنوعة، كما أنه كاتب مقتدر تتميز كتاباته بسلاسة الأسلوب وقوة اللغة وعمق الفكر ووضوح الطرح. وهو بالإضافة إلى ذلك اسم له وزنه في مجال البحث والتأليف، وقد صدر له حتى الآن:
كتاب "الطوارق: من الهوية إلى القضية"
كتاب "آليات تطوير الميزة التنافسية في مؤسسات الأعمال"
وهو كتاب مطبوع لم ينشر بعد.
خبرة الرجل الطويلة في مجالات متعددة جعلته شخصا متمرسا وذا كفاءة عالية, فقد درّس في التعليم الثانوي مدة 22 سنة وشغل منصب الأمين العام لمكتب الأئمة – دار النعيم لعشر سنوات، كما شغل منصب نائب الأمين العام للمركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية، فضلا عن توليه منصب عمدة بلدية دار النعيم في السنوات الخمس الماضية.
وربما تكون تجربته على رأس بلدية دار النعيم خير شاهد على كفاءة الرجل وتفانيه في العمل وصدقه في الأداء، حيث نذر نفسه لخدمة الساكنة ووظف وقته في استقبال المواطنين وقضاء حوائجهم وفق المستطاع، فكان دائم المتابعة للملفات الجارية، ومواظبا على تفقد مواقع العمل وورشه المختلفة. فتنوعت اهتماماته وتوزعت بين أكثر من مجال ومشغل من التعليم إلى الصحة والثقافة والعناية ببيوت الرحمن ودور القرآن وفك العزلة والرياضة والمساعدات الاجتماعية ودعم المجتمع المدني وإرساء المؤسساتية والحكامة البلدية الرشيدة.