الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. السيد الرئيس السادة أعضاء مجلس الشورى المحترمين أيها السادة والسيدات يسعدني في البداية أن أرحب بكم جميعا وأشكركم على حرصكم على حضور الدورة الثالثة لمجلس شورى حزبنا رغم ظروفكم ومشاغلكم الجمة.
أيها الإخوة والأخوات
تنعقد هذه الدورة في ظل تنامي التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجهها البلاد والمصحوبة بأزمة سياسية مستمرة منذ انقلاب 2008 بات استمرارها يمثل مخاطر حقيقية على مستقبل البلاد.
كما تأتي بعد جملة من الأحداث والتطورات السياسية التي عرفتها الساحة الوطنية والتي كان من أبرزها ميلاد المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي يشكل حزبنا أحد ركائزه الأساسية، وإجراء انتخابات رئاسية غير توافقية بعد فشل محاولة إطلاق حوار بين المنتدى والنظام نتيجة إصرار هذا الأخير على تنظيم انتخابات لا تتوفر فيها متطلبات الحرية والنزاهة والشفافية مما دفع المنتدى لمقاطعتها واعتبارها تعميقا للأزمة القائمة بدل أن تساهم في حلها.
وفي هذا السياق فإننا نجدد تمسك حزبنا بالحوار كمنهج لحل المشكلات المطروحة وتجاوز الأزمة السياسية الحالية وذلك في إطار الانسجام مع الاستراتيجية النضالية للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة.
السيد الرئيس ..
السادة الأعضاء ..
لقد مرت عدة أشهر على إعلان النتائج النهائية الرسمية للانتخابات النيابية الأخيرة والتي أهلت حزبنا لتبوأ موقع زعامة المعارضة الديمقراطية دون أن يضطلع المجلس الدستوري بواجبه في تسمية مرشح تواصل لعضوية مجلس مؤسسة المعارضة زعيماً للمعارضة الديمقراطية في البلاد رغم أن قيادة الحزب خاطبته أكثر من مرة بالخصوص.
ومع مرور الوقت يزداد موقف المجلس الدستوري ضبابية وتزداد الأسئلة المطروحة بخصوص نواياه في احترام هذا الاستحقاق القانوني الذي لا يختلف اثنان حول أحقية حزبنا به.
وفي هذا المقام فإننا نجدد مطالبتنا للسيد رئيس المجلس الدستوري بتسمية مرشح تواصل لعضوية مجلس مؤسسة المعارضة زعيما للمعارضة الديمقراطية، لافتين الانتباه إلى أن حزبنا يتعامل بجدية تامة مع هذا الاستحقاق الذي منحه إياه الموريتانيون من خلال أصواتهم، وسيتخذ كل الإجراءات التي يكفلها القانون بهذا الخصوص.
كما ندعو الأحزاب السياسية الوطنية للانتباه لهذا الموضوع لأن خرق القانون مسألة يجب أن تكون مرفوضة من الجميع سواء كانوا معارضة أو موالاة.
أيها الإخوة والأخوات ..
تشكل هذه الدورة فرصة لنقاش القضايا المشار إليها أعلاه وغيرها من القضايا السياسية التي تعيشها الساحة الوطنية بالإضافة طبعا لمناقشة تقرير الأداء الحزبي الذي يتعرض للوضعية الحزبية من جوانبها المختلفة، وبطبيعة الحال فإن مسؤوليتنا كهيئة رقابية تتطلب منا تدارس هذه الأمور بجدية وإخلاص واضعين نصب أعيننا مصلحة الوطن وخيارات الحزب وثوابته الأساسية.
وقبل أن أختتم هذه الكلمة لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر لأعضاء اللجنة التحضيرية ولجان التنظيم الذين بفضل جهودهم تمكنا من عقد هذه الدورة في ظروف جيدة.
كما أتقدم بالشكر الجزيل لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية التي واكبت افتتاح دورتنا هذه.
وفي الختام أعلن ـ على بركة الله ـ افتتاح الدورة الثالثة العادية لمجلس شورى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يوفقنا لما فيه خير البلاد والعباد إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نواكشوط: 2014/10/28