نشر رئيس الحزب الأستاذ محمد جميل منصور تدوينتين على حسابه الشخصي في الفيسبوك شرح خلالهما منطلقات الحزب و الخطوط العريضة لسياساته، داعيا الجميع للانتساب للحزب تحضيرا لمؤتمره الثالث المقرر نهاية العام الجاري.
و جاء في التدوينة الأولى للرئيس ما نصه:
أطلق حزب تواصل بإشراف من لجنة تحضير المؤتمر الثالث للحزب حملة انتساب في مختلف أنحاء الوطن و في الجاليات الموريتانية في الخارج و قد أجاد بعض القياديين في هذا الفضاء في شرح أهداف و مواقف الحزب و إسهاما في هذه الحملة و توضيحا لبعض الإشكالات المتعلقة بالحزب فكرا و سياسة و تنظيما سأكتب إن شاء الله بعض التدوينات في هذه الصفحة معلنا استعدادي للتفاعل مع المتابعين و المهتمين في أي سؤال يرغبون في طرحه أو انتقاد يرون وجاهته ، و لعل البداية المناسبة تكون عن هوية الحزب ، تحرص مختلف وثائق الحزب على إيراد منطلقات ثلاثة تترجم هذه الهوية و يتعلق الأمر بالمرجعية الإسلامية و الإنتساب الوطني و الخيار الديمقراطي فتحسم المرجعية الإسلامية الهوية الفكرية انطلاقا من القرآن و السنة إلزاما و من تراث العلماء و المصلحين استحضارا و استرشادا و ذلك بعقل راشد يعتمد الإجتهاد و التجديد و يحسم الإنتساب الوطني الهوية الوطنية فتواصل حزب موريتاني بمصالح موريتانيا يتعلق و من دستورها ينطلق و بقوانينها يلتزم ، موريتانيا بالنسبة له أولا و لا تناقض بين ذلك و اهتمامه بقضايا أمته و دفاعه عنها و من مقتضيات هذا الانتساب الحرص على موريتانيا بكل مكوناتها و الإيمان بوحدة وطنية جامعة تتأسس على مواطنة متساوية لا رق فيها و لا عنصرية و يحسم الخيار الديمقراطي الهوية السياسية لتواصل فاختيار الناس هو مصدر الشرعية و موقفه من الديقراطية استراتيجي و ليس تكتيكيا و حكمها مسلم به كان لصالحه أو لصالح غيره و لا وصاية على الشعب من أي جهة كانت عسكرية أو دينية أو اجتماعية أو مالية من الداخل أو من الخارج .
تلك هي العناوين الثلاثة التي تتركب منها هوية تواصل بأبعادها المختلفة ، فانتسبوا إذن يرحمكم الله
و أكمل الرئيس أطروحته في تدوينة ثانية جاء فيها:
استمرارا للتدوينة السابقة مثل المسار السياسي لحزب تواصل مادة للنقاش و التداول و ظل كثير من مواقف الحزب موضوعا للتعليق إيجابا و هو الغالب و سلبا و هو موجود و مسجل و أنا هنا لا أعود على هذا المسار بالشرح أو على تلك المواقف بالتفسير و التسويغ فتلك مهمة تنتمي إلى وقتها و قد قيم بها فاقتنع من اقتنع و شكك من شكك و إنما أذكر برؤوس مسائل تساعد في فهم تواصل و آليته في اتخاذ المواقف و إقامة العلاقات السياسية :
1 - لحزب تواصل مؤسسات أهمها مجلس شوراه ( أكثر من 230 ) و هو الهيئة المداولة بين مؤتمرين و مكتبه السياسي الذي يضم 60 عضوا و هو هيئة التقرير في المواقف السياسية و يقود الفعل الحزبي على مختلف الأصعدة و لجنته التنفيذية المكونة من 21 عضوا و هي وسيلة المكتب السياسي للتنفيذ و المتابعة و تضم الرئاسة و الأمانة العامة و الأمناء الوطنيين و رؤساء المنظمات المستقلة و يحضرها رئيس مجلس الشورى ، و يحدد القانون ( النظام الأساسي و النظام الداخلي ) صلاحيات كل هيئة و مجال تقريرها و لا يستطيع أحد في الحزب النيابة عن الهيئات و كثيرا ما تتخذ هذه الهيئات قرارات لا يكون في صف المصوتين لها الرئيس أو رئيس مجلس الشورى أو قيادات بارزة مشهورة الحضور و التأثير .
2 - عموما يميل حزب تواصل في خطه السياسي إلى الاعتدال و التوازن و البعد عن الحدية و النزق ، و قد يترجم ذلك في مضمون المواقف أو في صيغ إخراجها و التعبير عنها و لكن هذا الاعتدال لم يمنعه من الاصطفاف في المعارضة طيلة مساره باستثناء أشهر محدودة أيام دخوله حكومة الرئيس المدني المنتخب سيد محمد ولد الشيخ عبد الله كما لم يحد ذلك التوازن من وقوفه في مناسبات عديدة و بقوة في وجه عدد من القرارات و التوجهات مما جعل البعض يصنفه معارضة راديكالية حدية ، و لعل اعتدال و توازن الخط السياسي للحزب هو السبب في انطباعات عند البعض حول رخاوة معارضة تواصل و هو أمر كثر الحديث عنه إبان و بعد المشاركة في انتخابات 2013 و لكن المسار اللاحق عليها و الأداء السياسي و البرلماني لتواصل خلال السنوات الأربع الماضية حمل الإجابة المسكتة و الرد الواضح لمن لا يحمل موقفا معلبا سببه فكر تواصل لا مواقفه .
3 - حزب تواصل في مجال المواقف يتحرك في دائرة يغلب عليها التكتيكي و الجمود فيها عند توفر عوامل التغيير و التحول خطأ و في الغالب يصنف شركاء الساحة ممن لا يتفق معه منافسين و خصوما و يبتعد عن أوصاف الأعداء و نحوها ، و العلاقات السياسية تحكمها المشتركات و مصلحة الوطن فيها مقدمة على غيرها و من مصلحة الوطن مصلحة التغيير و الاصلاح و الديمقراطية فيه ، و التصنيف الإيولوجي و البناء عليه عائق في وجه التطور السياسي و الديمقراطي .
تلك أمور تساعد على فهم خلفية و سياق مسار و مواقف حزب تواصل أرجو أن أكون وفقت في التعبير عنها و الله من وراء القصد ، بالمناسبة انتسبوا لحزب تواصل يرحمكم الله .