أجرى الموقع الإلكتروني للتجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) مقابلة شاملة مع النائب البرلماني عن مقاطعة واد الناقة الدكتور أحمد ولد السيد هذا نصها :
بداية نرحب بكم ونريد تعريفا مختصرا بالدكتور أحمد ولد السيد؟
أولا أشكركم على إتاحة الفرصة
الاسم أحمد ولد السيد ولد همرن مولود سنة 1963 في نواكشوط طبيب أخصائي أمراض الكلى، خريج جامعة دمشق كلية الطب سنة 1987 وكنت الموريتاني الوحيد الذي نجح ضمن تلك دفعة. درست في جامعة الجزائر من سنة 1996 إلى 2000 وتخرجت منها أخصائي أمراض الكلى.
كنت أول رئيس لقسم الكلى في مركز الاستطباب الوطني من 2001 إلى 2009 حيث استقلت بسبب طلبات من إدارة المستشفى لا تتسق مع مصلحة تسيير قسم الكلى ولا مصالح المرضى. كما كنت أول رئيس للمجلس العلمي للمركز الوطني للاستطباب، وكنت أيضا رئيسا للسلك الوطني للأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان الموريتانيين من سنة 2006 وحتى 2011. وقد تعاقدت سنة 2011 مع وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية.
أشير في الأخير إلى أنني كاتب صحفي كما أن لدي أيضا هوايات أدبية.
هل كانت لديكم نشاطات سياسية قبل انتسابكم لتواصل؟
كنت من الرعيل الأول من الشباب الذين انتسبوا للحركة الإسلامية كان ذلك في سنة 1977 لكن انسحبت مع مجموعة قليلة من الحركة في سنة 1979. وكنت من المؤسسين لحزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والوحدة سنة 1991 وخرجت منه بعد أشهر بسبب دعمه للرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطائع واعتزلت السياسة بعد ذلك.
في سنة 2011 أعلنت انضمامي للتجمع الوطني للإصلاح الوطني (تواصل) وانتخبت عضوا في مجلس شورى الحزب في نهاية أعمال مؤتمره الثاني سنة 2012.
ما هو رأيكم في مشاركة الحزب في الانتخابات الأخيرة؟
مبدئيا كنت ضد المشاركة لكن مع الوقت تأكد لي أن الصواب كان مع دعاة المشاركة، فالمقاطعة كارثية لأن كل الطرق الأخرى للتغيير فشلت والمشاركة باتت الخيار الوحيد.
لماذا برأيكم كل هذا التركيز من طرف النظام على واد الناقة؟
لا شك أن مقاطعة واد الناقة تعتبر من أهم مقاطعات الولاية والوطن بشكل عام بسبب ثقلها البشري ونوعية ساكنتها وموقعها الجغرافي المميز بالنسبة للعاصمة نواكشوط.
كما أن المقاطعة تحوي جل مدارس الترارزة العريقة : أهل عدود، يحظيه ولد عبد الودود، محمذن فال ولد متالي، حبيب ولد الزايد، محمد عالي ولد نعمه، احمد ولد محمذن فال، أهل ألما، أهل اشفغ موسى، أهل صلاحي، أهل محمد لقمان، أهل أحمذيه، ومدارس أهل آبيري وغير ذلك من المدارس وهذا ما يجعل اختيار ساكنة واد الناقة لنا تشريف كبير لنا وللحزب.
مقاطعة واد الناقة تعتبر أيضا من المقاطعات التقليدية المحسوبة على النظام وهذا ما جعل النظام يركز عليها كثيرا.
ما هو تقييمكم لنتائج حزب تواصل في واد الناقة؟
نتائج واد الناقة على العموم جيدة جدا خصوصا أن الحزب يشارك لأول مرة في الانتخابات فبالإضافة إلى أن الحزب كسب مقعدي المقاطعة في البرلمان كانت نتائجه على مستوى البلديات باهرة جدا حيث حسم البلدية المركزية وكان الفرق في البلديتين الأخريين بين تواصل والحزب الحاكم ضئيلا جدا.
وباختصار فالنتائج في مقاطعة واد الناقة كانت استثنائية بكل المقاييس وهي المقاطعة الوحيدة التي انتزع الحزب مقعديها البرلمانيين وبلديتها المركزية ولديه الإمكانيات ان شاء الله لكسب ممثلها مستقبلا في مجلس الشيوخ وعليه أستطيع أن أقول إن التجمع الوطني للإصلاح الوطني (تواصل) الآن هو اللاعب الرئيسي في المقاطعة.
وما هو تقييمكم للنتائج التي حصل عليها الحزب بشكل عام؟
النتائج التي حقق حزب تواصل في الانتخابات الأخيرة تعتبر أكثر من ممتازة نظرا للظروف التي جرت فيها الانتخابات فالحزب دخلها كما معروف بدون أي ضمانات للشفافية وواجه حملة منظمة قادتها الدولة بكل أجهزتها ورغم كل ذلك استطاع الحزب أن ينتزع 16 نائبا برلمانيا و 18 بلدية.
وبالتأكيد لو كانت هناك شفافية حقيقية ولجنة انتخابات مستقلة وفعالة تتمتع بقدر من الكفاءة وكان هناك حياد من أجهزة الدولة لكنا حققنا نتائج مذهلة.
ما هي أهم المشاكل التي يعاني منها سكان واد الناقة؟
على الرغم من الأهمية التي تتمتع بها مقاطعة واد الناقة والتي تحدثت عنها سابقا فإن المقاطعة ظلت من بين المقاطعات الأكثر تهميشا منذ نشأة الدولة وحتى الآن.
فقرى المقاطعة تعاني من عزلة شديدة فهي بلا إعداديات ولا ثانويات والمراكز الصحية فيها قليلة جدا وتجهيزاتها رديئة وتعاني من غياب تام لخدمات الكهرباء والماء مع أن المقاطعة هي التي كانت تغذي العاصمة بالماء الصالح للشرب، كما أن بلدية العرية التي يعبرها مشروع آفطوط الساحلي وخطوط مننتالي الكهربائية تعاني العطش والظلام.
المحاظر الكبرى للبلد أيضا الموجودة في المقاطعة مهملة تماما وأطرها مهمشون من طرف الإدارة.
هل من كلمة أخيرة؟
لدي كلمة أريد أن أوجهها لزملائي النواب (معارضة وموالاة) فعلى الجميع أن يعي أن الدول لا تبنى بالاستقطاب الحاد ولا بالتطرف وعلى النائب في الموالاة أن يعلم أن مصلحة الشعب والوطن أهم من مصلحة أي جهاز تنفيذي، وعلى النائب المعارض أن لا تكون مهمته الأساسية تحت قبة البرلمان إثبات معارضته بل عليه أن يثبت أنه جاء للدفاع عن البلد ومصالح الشعب والرقابة على الجهاز التنفيذي بشكل فعال ولائق خدمة للمصلحة الوطنية.
أجرى المقابلة : أحمدو بويه ولد آبني