تلقينا في منظمة نساء الإصلاح (تواصل) ببالغ الدهشة والاستغراب البيان الذي أصدره رئيس المكتب الجهوي لرابطة العلماء الموريتانيين وعضو اللجنة الجهوية لرابطة الأئمة بلعصابة والذي استهله بالحديث الشريف "لن يفلح قوم ولَّوْا أمرَهُم امرأة" وضعا للحديث في غير محله وسياقه، واستدلالاً لا يستلهم مقاصد الشرع ولا يراعي مقتضيات الواقع.
إن أبسط استنطاق لهذه البيان يُظهر أنه يدعو تصريحاً ـ لا تلميحاً ـ إلى تمييز صارخ ضد المرأة؛ وهو ارتهان لثقافة ذكورية تجاوزها التاريخ ـ والإسلام منها براء ـ وهي كذالك دعوة غريبة كلَّ الغرابة على قيمنا المجتمعية التي كانت ولا تزال تُعلي من شان المرأة وتعترف لها بالنصاعة والكفاءة التي تخولها المساهمة في عملية التنمية والبناء.
وفى الوقت الذي يخوض فيه الموريتانيون استحقاقات انتخابية يتوخى منها ـ إن توفرت فيها الشفافية ـ أن تقدمنا خطوات نحو الدولة المدنية وأن تُعلِيَ قيمَ المواطنة وتعزز لحمتنا المجتمعية، طالعنا ذلك البيان الذي سطر أسوأ سقوط في أوحال العصبية ولاذ بدعوى الجاهلية والعنصرية المقيتة؛ حيث فاضل بين عنصرٍ وعنصر ومعدنٍ ومعدن وإنسانٍ وإنسان، متخذا من الحسَب والنسب معيارا وكأن التقوى ليست هي معيار التفاضل (إنّ أكرَمَكُمْ عندَ اللهِ أتقاكُم( الآية.
إننا في منظمة نساء الإصلاح (تواصل) ـ إيماناً منا بضرورة صيانة وحدتنا الوطنية، وحمايةً لمكتسبات المرأة الموريتانية، وحرصاً على الحفاظ على أجواء التنافس الشريف ـ فإننا:
1. نرفض ونستنكر ونشجب ما صدر في ذلك البيان جملة وتفصيلا.
2. ندعو المجتمع الموريتاني بكل وعلمائه وأعيانه وزعاماته السياسية وأئمته إلى التصدي لمثل هذه الدعوات والنّعرات التي تضرب وحدتنا الوطنية في الصميم.
3. ضرورة وقوف كل النساء بمختلف أطيافهن ومشاربهن في وجه كل دعاوى التمييز أيا كان مصدرها احتراما لنضال المرأة ووفاء لتضحياتها وانسجاما مع الذات.
نواكشوط: 08 صفر 1435 هـ
11 دجمبر 2013 م
المكتب التنفيذي لمنظمة نساء الإصلاح