ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ، ﻭﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻫﻲ ﺃﻫﻢ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ ﻭﺭﻓﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺍﻋﺪ ﻭﻋﻘﻮﻝ ﻭﺇﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ :
ﺃﻧﺖ ﻧﺒﺾ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﺮﻓﻞ ﺑﺎﻟﻄﻬﺮ ... ﻭﺩﻧـﻴــــﺎ ﺗﻌــﺒـﺪ ﻭﻧﻘـــﺎﺀ
ﻭﺃﻣــﺎﻥ ﺗﻔــﺘﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻــﺪﺭ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻧﻮ ﻟﻔﺠﺮﻫﺎ ﺍﻟﻮﺿﺎﺀ
ﻳـﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻧﺖ ﺷــﻌﻠﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻻ ﻳﺨﺒﻮ ﻟﻈﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺯﺣﻤﺔ ﺍﻷﻧﻮﺍﺀ
ﻛﻢ ﻋﻴــﻮﻥ ﺗﺮﻧــﻮ ﺇﻟﻴـﻚ ﻭﻛﻢ ﺗﻬﻔﻮ ﻗﻠﻮﺏ ﻣﻜﻠﻮﻣﺔ ﺍﻷﺣﺸﺎﺀ
ﻭﺑﻼﺩ ﻏﺬﺗﻚ ﻣﻦ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﺍﻛﻲ ﺗﺮﺟّﻲ ﺍﻟﻐـﺪﺍﺓ ﺣﺴـﻦ ﺍﻟﻮﻓـﺎﺀ
ﺃﺭﺿﻌﺖ ﻗﻠﺒﻚ ﺍﻹﺑﺎﺀ ﻓﺄﺭﺿـﻊ ﻓﺠـﺮﻫـﺎ ﻳـﻮﻡ ﺑﻌﺜﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ
ﻳﺎ ﺷﺒﺎﺏ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻻ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﻩ ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻠﺆﻩ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻪ ...
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﺳﻴﺴﺄﻝ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ : " ﻋﻦ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ
ﺃﺑﻼﻩ " .
ﻭﻫﺬﻩ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺍﻏﺘﻨﻢ ﺧﻤﺴﺎ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺲ : ...ﻭﺷﺒﺎﺑﻚ ﻗﺒﻞ
ﻫﺮﻣﻚ ."
ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻬﻒ : } ﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﻓِﺘْﻴَﺔٌ ﺁَﻣَﻨُﻮﺍ ﺑِﺮَﺑِّﻬِﻢْ ﻭَﺯِﺩْﻧَﺎﻫُﻢْ ﻫُﺪًﻯ
( .{(13 ( ﺍﻟﻜﻬﻒ ) .
ﻭﻫﻞ ﻧﺼﺮﺕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺻﻔﺎ
ﻣﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : } ﻓَﻤَﺎ ﺁَﻣَﻦَ ﻟِﻤُﻮﺳَﻰ ﺇِﻟَّﺎ ﺫُﺭِّﻳَّﺔٌ ﻣِﻦْ ﻗَﻮْﻣِﻪِ .{
ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﺷﺒﺎﺑﺎ؟ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﻨﻘﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﻴﻦ
ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ .
ﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺭﻗﻢ ﻭﺍﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺘﺮﻯ ﺷﺒﺎﺑﺎ ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ، ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ، ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ،
ﻭﻋﻠﻲ ، ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ، ﻃﻠﺤﺔ ، ﻋﻤﺎﺭ ، ﻣﺼﻌﺐ ، ﺃﺑﻮﻋﺒﻴﺪﺓ ، ﺑﻼﻝ ، ﺻﻬﻴﺐ ، ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ، ﺧﺒﺎﺏ ﺑﻦ
ﺍﻷﺭﺕ . ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ :
ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ :
ﺣﻤﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﻧﺎﻡ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ
ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ﺭﺟﺎﻻ ﻻ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺇﻻ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﺗﺮﻋﺮﻉ ﻭﺗﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﺒﻠﻎ
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺃﻣﺎ ﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ
ﻣﻮﺳﻰ؟ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻱ ."
ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ": ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﺘﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻤﺎﺭ
ﻭﺳﻠﻤﺎﻥ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ : " ﻷﻋﻄﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ ﻏﺪﺍ ﺭﺟﻼ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ " ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ
ﺧﻴﺒﺮ .
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺑﺪﺭ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ، ﻭﻗﺘﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻭﺩ ﻛﺒﺶ
ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻟﻘﺘﻠﻪ .
ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻮﺗﺐ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﻭﻗﺎﻳﺔ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻨﺖ ﻋﺪﻭﻱ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻱ ﻓﻼ ﺃﺑﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻥ ﺃﺑﻘﻰ ﻋﻠﻲّ .
ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ :
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺒﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : " ﻳﺎ ﻣﻌﺎﺫ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ
ﻷﺣﺒﻚ "...
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﺇﻥ ﻣﻌﺎﺫ
ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺭﺗﻮﺓ ." ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ : " ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻣﺘﻲ ﺑﺎﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ
ﺟﺒﻞ ."
ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺇﻥ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺔ، ﺇﻧﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﺒﻬﻪ ﺑﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺘﻘﻦ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
" ﺍﺳﺘﻘﺮﺋﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ : ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻭﺳﺎﻟﻢ ﻣﻮﻟﻰ ﺣﺬﻳﻔﺔ، ﻭﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ، ﻭﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ
ﺟﺒﻞ ."
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻟﻮﻻ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻟﻬﻠﻚ ﻋﻤﺮ .
ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﺗﺤﺪﺛﻮﺍ ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻴﺒﺔ
ﻟﻪ .
ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﺟﻨﺎﺩﻳﻦ ﻓﻘﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻄﻴﺒﺎ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﺷﺮﻭﺍ
ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺇﻥ ﻫﺰﻣﺘﻤﻮﻫﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺩﺍﺭ ﺇﺳﻼﻡ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻊ
ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ . ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻭﻗﺒﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺽ ﻟﻠﺮﻭﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﻭﻡ :
ﺍﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﻟﻨﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻧُﻔِﺮَّﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻏﺪﺍ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻓﻼ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﺘﻘﺘﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﻧﺎ ﺃﻭ ﻟﻨﺨﺮﺟﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺭﺿﻜﻢ ﺃﺫﻟﺔ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺻﺎﻏﺮﻭﻥ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ .
ﻭﻳﻮﻡ ﺟﺎﺀﻩ ﺍﻟﻤﻮﺕ ... ؟؟ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎ ﺭﺑﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ : ﺍﺧﻨﻖ ﺧﻨﻘﻚ ﻓﻮﻋﺰﺗﻚ ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ
ﺃﻧﻲ ﺃﺣﺒﻚ ...
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺎﺕ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ
ﺍﺑﻦ ﺛﻼﺙ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ .!!
ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻦ ﻳﺼﺪﻕ ﻓﻴﻬﻢ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﺷﺒﺎﺏ ﺫﻟﻠﻮﺍ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻲ .. ... .. ﻭﻣﺎ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺳﻮﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ
ﺗﻌﻬﺪﻫــﻢ ﻓﺄﻧﺒـــﺘﻬﻢ ﻧﺒـــﺎﺗﺎ .. ... . ﻛﺮﻳﻤﺎ ﻃﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﺼﻮﻧﺎ
ﻫﻢ ﻭﺭﺩﻭﺍ ﺍﻟﺤﻴﺎﺽ ﻣﺒﺎﺭﻛﺎﺕ .. ... . ﻓﺴﺎﻟﺖ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣــﺎﺀ ﻣﻌـﻴﻨﺎ
ﺇﺫﺍ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺍﻟﻮﻏﻰ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻤﺎﺓ .. ... ﻳﺪﻛـــﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌـــﺎﻗﻞ ﻭﺍﻟﺤﺼﻮﻧﺎ
ﻭﺇﻥ ﺟــﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻓﻼ ﺗﺮﺍﻫﻢ .. .... ﻣﻦ ﺍﻹﺷـﻔﺎﻕ ﺇﻻ ﺳــﺎﺟﺪﻳﻨﺎ
ﺷﺒﺎﺏ ﻟﻢ ﺗﺤﻄــﻤﻪ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟــﻰ .. ... ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻠﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺍﻟﻌﺮﻳﻨﺎ
........
ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺧــﺮﺝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﻮﻣﻲ .. ... .. ﺷﺒﺎﺑﺎ ﻣﺨﻠﺼـــﺎ ﺣـــﺮﺍ ﺃﻣـﻴﻨﺎ
ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻜـــﺮﺍﻣﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﺒـﻨﻰ .. ... . ﻓﻴﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﻴـّــﺪ ﺃﻭ ﻳﻬــــﻮﻧﺎ
ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ :ﻋﺪﺍﺩﻩ ﻓﻲ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ
ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
ﻭﻣَﻦ ﻣِﺜﻠﻪ؟ ﺣﻨﻜﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺮﻳﻘﻪ ﺣﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﻭﻧﺸﺄ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺣﻮﺍﺭﻱ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻄﺎﻗﻴﻦ ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﺧﺎﻟﺘﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ . ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺍﻣﺎ ﻟﻠﻨﻬﺎﺭ ﻗﻮﺍﻣﺎ
ﻟﻠﻴﻞ . ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺣﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ .
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﻳﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ . ﻗﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻃﻠﺤﻪ :
ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻻ ﻳﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ : ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺑﻼﻏﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﻰ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﺧﺸﺒﺔ
ﻣﻨﺼﻮﺑﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻳﺸﻬﺪ ﻓﺘﺢ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻊ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﺑﻲ ﺍﻟﺴﺮﺡ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﺟﻴﺶ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺟﺮﺟﻴﺮ
ﺣﻴﻦ ﻫﺠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ 120 ﺃﻟﻔﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﺃﻟﻔﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ
ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻠﻠﻪ ﺩﺭﻩ ، ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻛﺎﻥ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺸﺠﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻤﺜﻞ .
ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﻲ ﺗﻨﻔﺾ ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺗﻨﺰﻉ
ﺛﻮﺏ ﺍﻟﻤﻬﺎﻧﺔ .
ﻓﺘﺸﺒﻬﻮﺍ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﺃﺳﺪ ﺗﺨﻠﻒ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺷﺒﺎﻻ
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ
ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
إسلام ويب