خصت رئيسة منظمة نساء الاصلاح النائب توت بنت الطالب النافع الموقع الرسمي لحزب تواصل بأول مقابلة لها منذ انتخابها في المؤتمر العادي الثالث على رأس المنظمة ، و قد تناولت المقابلة الجانب الاداري و التنظيمي الداخلي و الوضعية السياسية المحلية و التنسيق الاقليمي و المواقف من الأحداث الجارية في العالم الإسلامي .
نص المثابلة :
السؤال 1 : بعد انتخابكم من طرف المؤتمر العادي الثالث لرئاسة منظمة نساء الإصلاح ، ما هو انطباعك عن الظروف التي جرت فيها أعمال ذاك المؤتمر ؟
رئيسة منظمة نساء الإصلاح : شكرا جزيلا لكم في البداية على الجهود الإعلامية المميزة ، فيما يتعلق بظروف المؤتمر العادي الثالث فأعتقد أنها كانت مميزة بحكم الفاعلية التي لمسها الجميع من خلال أداء اللجنة التحضيرية و العمل المتقن الذي قامت به لجانها الفرعية ، كما كانت أجواء المؤتمر فرصة من أجل الاجتماع و التواصل و النقاش مع الفاعلات في الساحة الحزبية و الاطلاع على آمال النخبة المكلفة بتسيير العمل النسوي داخل حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية .
دون أن ننسى الحديث عن الظروف السياسية الصعبة التي انعقد فيها المؤتمر بحكم الانسداد السياسي الذي تعيشه البلاد ، و القلق الذي يساور كل الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي و الذي يرجع إلى سوء التسيير و غياب الحكمة و الرشد في القرارات الكبيرة و المعاناة المتفاقمة لمجمل الأسر في العاصمة و داخل البلاد ، مع مشهد دولي يتسم بالحيف و الظلم و الاستهداف لمجمل القوى الساعية للتغيير ، رغم قوة الإصرار و العزيمة و الثقة بالله و النفس لدى الشعوب الإسلامية رغم قوة المخاض الذي تمر به و شراسة الهجمة الأمنية و السياسية و الإعلامية التي تتعرض لها .
السؤال 2 : ما هي أبرز ملامح الإستراتيجية العامة لمنظمة نساء الإصلاح حسب ما أقرها مؤتمرها الثالث :
الرئيسة : تحمل منظمة نساء الإصلاح مهمة إرساء قواعد عمل نسائي إسلامي المرجعية ديمقراطي المنهج يرسخ الحريات و يعزز الإصلاح و يحقق الوحدة و يساهم في التنمية ، لذلك فيمكن تلخيص أهم ملامح تلك الإستراتيجية التي رسمها مؤتمرها الثالث في نقاط تتعلق بجوانب متعددة ، أولها إداري داخلي يحترم المؤسسية و يطور الأداء و يوسع دائرة الانتشار ، ثم جانب سياسي يعطى للمرأة أولوية و يدعم المكاسب التي تحققت من أجل مشاركتها في صنع القرار و يمنحها أولوية في كل المشاريع المتعلقة في الرفع من مستوى الطبقات المحرومة و تأمينها و حمايتها من كل أشكال العنف و تحصينها من كافة الأفكار المنحرفة و المستوردة و دعم و تطوير المنظمات الحقوقية العاملة في مجال المرأة و الطفل ، كما ستتحرك المنظمة حسب استيراتيجيتها المرسومة في مجالات العلاقات العامة و المجال الإعلامي و الثقافي و الاجتماعي و كذلك التربوي .
السؤال الثالث : ما هي أولويات المكتب المنتخب في الفترة المقبلة :
الرئيسة : سنضع استيراتيجية المنظمة نصب أعيننا و نحن نرسم أهداف الخطة التي سنعمل من خلالها على تطوير الأداء و النهوض بمنظمة نساء الإصلاح كي نحق شعار مؤتمرنا الأخير " وعي بالدور ريادة في النضال " .
السؤال الرابع : كيف تنظرون في منظمة نساء الإصلاح إلى الأزمة السياسية التي يوجد فيها الوطن و ما هي رؤيتكن لما يتردد من إمكانية إجراء حوار سياسي بين الحكومة و منتدى المعارضة الديمقراطية ؟
الرئيسة : هي أزمة عميقة و متشعبة بدأها الرئيس الحالي بانقلاب الشرعية و استمر فيها بالإقصاء الممنهج و سوء التسيير و غياب الشفافية و السياسة الأحادية بما ينظر بالخطر من انزلاق البلد إلى الهاوية خصوصا أن هناك انعدام ثقة متصاعد بين الأطراف السياسية بسبب عدم احترام النظام الحالي لوعوده .
مع ذلك سيكون من الضروري التأكيد على أن الحوار يبقى هو الحل الأمثل لكل الأزمات ، لكن التجارب مع هذا النظام تجعل الأطراف السياسية في المعارضة مطالبة بالحذر فلن يخرج البلد من أزمته إلا حوار جدي و جريء و صريح و هو ما لا تشير تصرفات النظام الحالي على رغبته فيه .
السؤال الخامس : هل هناك تنسيق بين منظمة نساء الإصلاح و باقي المنظمات النسائية في الأحزاب السياسية الأخرى و تبادل لوجهات النظر حول مختلف القضايا السياسية المطروحة ؟
الرئيسة : بالطبع التنسيق قائم و العمل المشترك له مجالاته الواضحة و المحددة و أعتقد أن الدور الذي لعبته " نضال " و تواصل مع تجربة المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة خير دليل على ذلك .
فالأنشطة السياسية الجماهيرية المعارضة للفساد و القمع أو المحضرة للحشد الشعبي الرامي إلى وضع حد للتفرد بالسلطة من المجالات التي تلتقي فيها إرادة الجميع و تتناغم فيه مجمل الجهود مع خصوصية تفرضها النظرة لبعض الأمور و المواقف الحزبية و الخلفية الناظمة لكل طرف .
السؤال السادس : لوحظ خلال مؤتمركن الأخير حضور ممثلات عن منظمات نسائية في أحزاب سياسية إقليمية عربية و إفريقية ، و ورد في بعض الكلمات الحديث حول أهمية إنشاء اتحاد نسائي مغاربي ، هل تبلورت تلك الفكرة بشكل عملي ؟
الرئيسة : كل جهد مغاربي أو إفريقي أو إسلامي من شأنه تعزيز التعاون و التنسيق بين النساء المسلمات أمر مرحب به و الحاجة لقيامه ملحة و العمل من أجل إتمامه يجب أن يكون من ضمن الأولويات .
صحيح أن الظروف لما تنضج بعد و أن الواقع المعقد يحول دون كثير من التواصل و التنسيق و التشاور و لكن في النهاية نحن نطمح أن تأتي تلك اللحظة التي نعمل فيها جنبا إلي جنب مع أخواتنا في المغرب العربي و إفريقيا و العالم الإسلامي عموما .
السؤال السابع : يشاهد العالم ما تعانيه المرأة المسلمة من معاناة في دول الربيع العربي التي شهدت انقلابات على إرادات الشعوب فما هي رسالتك إليهن ؟
الرئيسة : لا نعتقد أننا في موقع يسمح لنا بالتوجيه : و عن كان و لا بد من كلمة فهي الدعوة لمزيد من الصبر و المصابرة و الثقة في وعد الله و نصره فهن النموذج الذي نقتفي أثره و نستشعر ما يعانينه من ألم و نتطلع إلي اليوم الذي تنتهي فيه مآسي الأمة و يتحرر فيه الجيل الحالي من سيطرة المستبدين و الغزاة .
نحن نشعر دون شك بكثير من الحسرة و الألم و نحن نرى الحروب تحصد أرواح النساء و الأطفال و الشيوخ ، و نتألم حينما تدفع المرأة ثمن حرص أبنائها على الحرية و رفض بعضهم التفريط في حق الناس في الحرية و الكرامة الإنسانية .