مقابلة مع ضيفة المؤتمر الدكتورة / أمل خليفة رئيسة ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين

سبت, 28/03/2015 - 17:55

دكتورة أمل مرحبا بكم .. ماهو انطباعك إزاء موريتانيا خلال هذه الزيارة كيف وجدتموها ؟؟

د. أمل : والله لم آتي لموريتانيا من قبل، و رغم أني لم أكمل يوما هنا لكني لمست مايكفي من المعاني التي تجعل الشخص يعرف بها طبيعة هذا الشعب الطيب.. حسن وكرم الضيافة وأخلاق طيبة تحكي قصة شعب أصيل ، أما في اهتمامه وعواطفه تجاه القضية الفسلطينة التي دائما ما أبحث عنها في وجوه الناس قد وجدت أن قلوبهم معلقة بالأقصى والقدس،فما إن نذكر المسجد الأقصى حتى تضطرب قلوب الناس ويتوحدون عليه فقد لا نجد قضية أخرى بخلاف القضية الفلسطينية تجمع الأمة الإسلامية بهذه الطريقة.

كيف توجهون المرأة العربية المسلمة بخصوص دورها في نصرة القضية الفلسطينية وما هي توصياتكم للمرأة الموريتانية خصوصا ؟؟

د. أمل : الشيء الغريب أنه كلما تكلمنا عن الأقصى وفلسطين وكلما طلبنا العمل لأجل نصرتهم نجد أن النساء يغلبن الرجال، وهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها أي شخص يعمل في هذا المجال، وهذا الأمر لافت للنظر لأن هذه القضية تخاطب القلوب والعقول، لكن يبدو أن المرأة بعواطفها تغلب الرجل في هذا الشأن، فالمرأة حينما تهتم بالقضية تبذل لها ولا تنساها وتوظف طاقاتها بل وتبدع في طرق نصرة هذه القضية بالطريقة التي تجعل الشباب يروا أنه لا مجال لمنافسة النساء.

هذه إذن سمات ومزايا برأيك في عمل النساء للقضية، ماهي النواقص التي تعتبرين أنها تعتري الأداء أيضا في هذا الدور ؟

العقبة أمام هذه القضية سواء للمرأة أو للرجل هي الشواغل التي تجعل القضية أحيانا تترك مكانها الطبيعي على قائمة الأولويات وتتوارى قليلا، وربما بعض المغرضين الذين يشيعون بين الناس أن الشؤون الداخلية لها الأولوية وكأنما الأقصى أمر خارجي وحقيقة هذا فكرة مغلوطة، فالأقصى ليس شأنا خارجيا وإنما هو شأن داخلي لكل مسلم لأننا لا نستطيع أن ننساه أو نتغافل عن قضية الأقصى وهي مطلع سورة الإسراء،فمهما كانت المشاغل،مهما كانت الأزمات،لنقل كذلك في بعض الأقطار مهما كانت الكوارث لابد أن نعلم أن القضية الفلسطينية في قائمة الأولويات وهذا مكانها الطبيعي،وحقيقة أن كل ما يحاك لهذه الأمة لتكون ضعيفة هو نفسه ما يصب في مصلحة الكيان الصهيوني لأنهم ينتصرون علينا بضعفنا وليس بقوتهم، فكل ما يضعفنا هو في مصلحتهم وهم يسعون جاهدين لإضعافنا وجعلنا في نطاق التبعية ويعينهم في ذلك كل قوى الأرض.

يعني ما واجب المرأة لتجابه هذه الحملات التي تسهدفها ساعية لإضعاف الأمة ودور نسائها ونشاطهن للقضية؟

د. أمل : إذا قامت النساء ونشطت سيقوم من ورائهن المجتمع فإذا ما أرادت المرأة أن ترفع من شأن المجتمع فلترفع من شأنها هي، فهذه الأمة كتب عليها أن تطيع ربها في قوله سبحانه وتعالى: {اقرأ} وهو أول أمر وأول آية، فإذا أرادت المرأة أن ترفع من شأن هذه الأمة فلتقرأ كي تتعلم فيقرأ من ورائها ابنها و بنتها فتقرأ الأمة فتتفتح آفاق هذا الجيل ويصبح جديرا بنصرة هذه الأمة لأن الأمم تتقدم بمقدار معرفتها، لكننا للأسف أمة اقرأ التي لا تقرأ، وليس المطلوب التعليم فقط بمعنى الحصول على الشهادة ولكن التعليم بمعنى التزود من كل العلوم فنحن أولى من غيرنا بكل العلوم التي تجعلنا في مكاننا الطبيعي
ومكاننا الطبيعي هو في صدارة الأمم كما كنا قديما، لكننا الآن لا نستطيع إخفاء هذه الحقيقة أننا في ذيل الأمم، نلبس مما يصنعون، ونستخدم سيارات وأدوات من صنعهم، حتى هذا الجهاز النقال في يدك من صناعتهم، فنحن نصدر لهم الخام الذي لدينا،ثم نعاود نحن استيراد المادة بعد تصنيعها بأضعاف أضعاف ثمنها، هذه هي الخيانة التي تقع فيها الأمة تخون واجبها في أن تكون في صدارة الأمم،وتتنازل عن حقها.

كيف ترون واقع المرأة العربية المسلمة في ظل التحديات والعقبات الماثلة ؟

د.أمل : هناك مؤشرات جيدة بأن المرأة استفاقت من نومة طويلة، وهذه المؤشرات تظهر في كل الأقطار وهو أمر حقيقة يصل إلى الإعجاز، فالإسلام حورب في أقطارنا بكل الطرق الممكنة وكانت أكثر الحروب التي شنت تلك التي وجهت إلى النساء، وفي وقت من الأوقات توارى الحجاب وأصبح شيئا من العادات والتقاليد. وأنا في الطائرة التي أقلتني إلى انواكشوط كانوا يعرضون فيلما مصريا قديما أظنه في الستينات أو قبلها كل أبطاله الآن موتى، لكن مشاهده كلها خمور ورذيلة وحياة ماجنة، هذه الأفلام هي التي ظلت تبث لعقود طويلة كي تنال من هذه الأمة وتصنع لنا أجيالا لا تعرف الله سبحانه وتعالى لكن بنظرة واحدة للأمة كلها سنجد أن الدول التي حاربت الحجاب محاربة شديدة نرى فيها المحجبات بكثرة والأقطار التي منعت القرآن من أن يتلى في المساجد ظل هو في صدور الناس حتى أذن الله بتلاوته، فدين الله محفوظ ووعد الله بنصره، ونحن لا نخشى على دين الله لكن مانريده أن يكون كل منا له دور في نصرة دين الله سبحانه وتعالى،وأن يكون له دور في هذه الأمة،لأن مالدينا ليس لدى غيرنا،حقيقة حضارة المسلمين حينما سادت الدنيا قرونا، كانت حضارة تحمل الخير للدنيا كلها لأن الله سبحانه وتعالى يقول : {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض{ "ينفع الناس" وليس ينفع المسلمين فقط،وحضارة المسلمين كانت تحمل الخير للدنيا كلها، أما حضارة الرجل الغربي والأوروبي فهي لا تحمل خيرا إلا للأوروبي فقط، بل إنها تحمل الخراب والدمار لغيرهم،وهكذا فعلوا في افريقيا كلها،لأنهم استثمروا الجهل والفقر ورموا بما زاد عندهم من الفائض من حبوب..الخ وهم يعرفون أن أن هؤلاء يموتون من الجوع و هم من تسببوا في جوعهم أصلا، الخير الموجود في أفريقيا يكفيها ويكفي غيرها، الخيرات الوافرة في بلاد المسلمين تفيض عن احتياجات الناس،لكنه خير منهوب وخيرات مسلوبة،وحضارة الرجل الغربي الآن لم يعد باق فيها أي خير ننتظره بل إن الدنيا كلها تنتظر حضارتنا من جديد.
نعم ، إذن تحية لك و شكرا جزيلا دكتورة أمل خليفة رئيسة ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين ومسؤولة لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب