صحيفة القلم تجري مقابلة شاملة مع رئيس الحزب

خميس, 07/04/2022 - 01:27

أجرت صحيفة القلم مقابلة مع رئيس الحزب د. محمد محمود ولد سييدي تطرقت للعديد من المواضيع وقد تم نشرها في عدد الصحيفة الصادر اليوم في انواكشوط.

وفيما يلي نص ردود الرئيس على أسئلة الصحيفة:

 

جواب السؤال الأول حول تصريحات الرئيس في إسبانيا:

بداية دعوني أبارك للموريتانيين وللمسلمين عبر العالم حلول هذا الشهر الكريم، الذي نحمد الله سبحانه وتعالى أن تفضل علينا ببلوغه، نسأله أن يوفقنا جميعا لصيامه وقيامه وأن يعتق رقابنا من النار، ثم شكرا لكم في صحيفة القلم هذا العنوان الصامد من عناوين الصحافة الحرة والمستقلة الذي يدين له الموريتانيون جميعا بالشكر لأدواره المشهود في كشف الحقيقة ، وترسيخ التعددية، وحماية الوحدة الوطنية.

بخصوص سؤالكم نحن نعتبر ذلك الحديث الذي قيل في اسبانيا اكتشافا متأخرا لحقيقة يعرفها الجميع، ولكننا نرى أن ما ينتظره الموريتانيون من من هو في موقع الحكم هو ما تنتظره الشعوب من حكامها أن يحكموهم بالعدل، أن يسخروا ثروات البلاد وهي كثيرة وطاقاته وهي متعدده، وموقعه وهو استراتيجي لتحقيق التنمية والرفاه.

اكتشف الرئيس أننا فقراء وهذا صحيح ولكنهم لم يقل لنا لماذا نحن فقراء برغم ثرواتنا وهو العارف بأمور البلد بحكم كونه في عمق نظام الحكم على الأقل منذ سبعة عشر سنة .

أثمن صراحة الرئيس في الاعتراف بالحقائق التي لطالما اعتبرت من مزايدات الخطاب المعارض.

رغم أن الاعتراف جاء متأخرا فإن أسئلة تترتب عليه وليس أفضل من الرئيس للجواب عليها.

  • ما الأسباب المباشرة وغير المباشرة لهذه الحالة؟
  • ما العمل الملموس الذي قامت به حكوماتكم المتعاقبة، لما ذا لم تفلح جهودكم في تجاوز هذه الوضعية الصعبة؟
  • هل لذلك العجز علاقة بفشل الحكامة؟
  • هل له صلة باستشراء الفساد، وأمان المفسدين؟
  • هل اقتنعتم مثلنا بفشل البرامج الاجتماعية التي أشرفتم على وضعها وتنفيذها؟ ..  هل أعددتم البدائل الناجعة والمقنعة؟
  • نحن ننتظر منكم أفعالا تغييرية لا أقوالا انتقادية ذلك ما تمليه مسؤوليتكم وتتيحه صلاحياتكم الواسعة.

كان حديثه سيكون مهما لو أنه قال لنا إننا مفقرون لأن الفساد وسوء الحكامة حكما علينا بذلك، ولكنه لم يقل ذلك، وهنا اقترح عليكم طرح السؤال عليه لماذا نحن فقراء..؟

 

جواب السؤال الثاني حول ارتفاع الأسعار

قضية ارتفاع الأسعار والتعاطي معها أحدٍ أبرز العناوين على عدم مسؤولية النظام الحاكم في التعاطي مع القضايا الوطنية، وعلى عدم مصداقية شعاراته التي يرفع، هل تتذكرون كم مرة أعلن أنه سيتخذ سياسات لخفض الأسعار ولكنه لم يفعل، تاركا غالبية المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر يعانون بصمت.

ونحن اليوم في أسبوع رمضان الأول وقع ما حذرنا منه قفزت الأسعار من جديد ومتوقع أنها ستواصل قفزها ليبقى المواطن المسكين بين فكي كماشة جشع بعض التجار وعدم مسؤولية الحكام.

بالنسبة للغلاء، تابعنا باهتمام وعودا رسمية مغرية بتأمين استقرار الموقف في رمضان .. وهو ما لم يتم للأسف بل حصل العكس، كما حصل العكس في حلالات سابقة حين تدخلت الحكومة أكثر من مرة لخفض الأسعار فلم تنخفض واشتغلت الزيادات الصاروخية..

ألا تعلمون أن سعر القمح انتقل يوم انطلاق الحرب في أوروبا من 157000 أوقية قديمة للطن إلى 190.000 ألف أوقية قديمة، وهذا قبل أن تستشري ظاهرة الاحتكار التي كانت أحد أهم أسباب غلاء 2020 وهي الآن تتوسع أمام تفرج السلطات الرسمية العاجزة عن التحكم.

وهل تعلم أن كرتون زيت الطبع زادت بـ6000 أوقية قديمة دفعة واحدة وتتجه الآن إلى تجاوز زيادة 100%.

 كانت هناك لجنة استشارية لا دور لها في الرصد اليوم والاستشعار فيما يضمن التوقع والاحتياط .. نحن أمام سوق ليبرالية متوحشة   لا رقيب عليها رغم أن القانون يسمح للدولة بالتدخل عند حصول الوضعيات الخاصة لفرض التوازن والاستقرار... وهذا ما لم يحصل.

لا بد من تدخل سريع لتنظيم السوق لحمايتها من آثار المضاربات والاحتكار اليومي في السوق، بلغ سعر الحليب المجفف "إنكو" 60.000 بدل 54.000 في زيادة كبيرة، وبلغ كرتون البيض 19.500 قديمة، وكنا نشتري البيضة الواحدة بـ 50 أوقية والآن بـ 100 أوقية.

المشكلة الأساسية الآن لم تعد ارتفاع الأسعار فقط وإنما توفير المواد الاستهلاكية خاصة في ظل تهديد أزمة الغذاء والطاقة بسبب الحرب في أوروبا.

 

جواب السؤال الثالث حول الحوار

نحن دعاة حوار، تشهد بذلك مواقفنا وبياناتنا.. لقد أصدرنا قبل سنتين وثيقة سياسية دعونا للإعلان عنها كل الطيف السياسي وكان عنوانها رؤيتنا للإصلاح.. من أجل تحول توافقي وقد ضمناها تشخيصنا لواقع البلد ورؤيتنا للحل.

ما نراه في تواصل وما نراه في المعارضة بصفة عامة وقد أكدنا على ذلك في بيانات مشتركة مع تحالفات وأحزاب المعارضة هو أن السلطة غير جادة فيما يظهر في موضوع الحوار، فهي من أخر تسمية المشرف عليه، وهي من يعرقل جلساته.. إن الكرة في مرماهم منذ أشهر بل أكثر من ذلك في الواقع منذ وصولهم ونحن نطالبهم بالحوار ولكنهم يتهربون تحت عناوين مختلفة مرة يقولون ليست لدينا أزمة تستدعي الحوار، ومرة يريدون حوارا في مواضيع دون أخرى، وهم كما ترون يحسمون مواضيع الحوار بشكل أحادي .. في التقطيع الإداري، في موضوع التعليم وأخيرا في قضية الإرث الانساني ... وكلها قضايا في صميم جدول أعمال الحوار المفترض.

وبالمناسبة أنتهز الفرصة لتجديد موقفنا في تواصل من قضية الحوار .. فنحن نرى أننا نحتاج حوارا جديا لا يقصى طرفا ولا يستثني موضوعا وسنظل نتشبث بذلك إن شاء الله ..نقول ذلك  ولكننا لا نملك ادوات فرضه، لذا بدأ الياس يتسلل إلى النفوس ويوشك أن تتفاقم الأزمة الأمنية والاجتماعية ثم لا يجدي الحوار في تداركها .

 

جواب السؤال الرابع حول محاربة الفساد

هذا عنوان آخر من عناوين عدم جدية السلطة فيما ترفع من شعارات، لقد كنا من أول المطالبين بالتحقيق في فساد العشرية وفساد ما بعد العشرية وفي محاسبة المفسدين وفي التوقف عن تدويرهم ولكن النتيجة المؤسفة التي انتهى إليها الأمر هي ما ذكرتم.. مشهد يقول بشكل صريح إن الأمر بالنسبة للسلطة ليس جديا.

ونحن نجدد التذكير بخطورة استمرار الفساد وافلات المفسدين كل المفسدين من العقوبة، ونحذر من الانتقائية في موضوع الفساد وفي كل المواضيع ذات العلاقة بالعدالة فالعدالة قيمة مطلقة لا تقبل الانتقائية.

 

جواب السؤال الخامس حول موقف الحزب من عمل النظام في محاربة الفساد

موقفنا هو ما فصلت لكم في الجواب السابق نحن مع محاربة جدية لكل الفساد ومحاسبة عادلة لكل المفسدين دون انتقاء وحين نقول محاسبة عادلة فنحن نعرف ما نقول نعني محاكمة عادلة.

 

جواب السؤال السادس حول الموقف من النظام

نحن في تواصل أعطينا فرصة وطبيعي أن تفعل كل الأحزاب ذلك لكنها لم تكن فرصة مفتوحة ولم تكن شيكا على بياض، فقد نظمنا مهرجانا بعد مائة يوم من وصول الرئيس اخترنا له عنوان "الإصلاح الذي لا يحتمل التأجيل"، واتخذنا مواقف قوية واضحة من كل الخروقات والاختلالات، وأدَنا القمع في تيفيريت والشامي وانواذيبو وفي فيرالا وانجاولي وامباي والنعمة والطينطان وباسكنو واركيز، ... ونظمنا مهرجانا كبيرا هنا في نواكشوط كان عنوانه ناقوس الخطر كان من أكبر المهرجانات التي نظمت المعارضة، وقبيل الشهر الكريم نظمنا تجمعات ومهرجانات في كل ولايات الوطن رفعنا فيها الصوت ضد الفساد والقمع والغبن والتهميش، شخصيا كنت ضمن بعثة الحزب لولايتي گورگل وگيدي ماغا وشاهدت معاناة المواطنين في مختلف المجالات وخصوصا تدني الخدمات وغياب السياسات الناجعة في مواجهة العطش والجوع، وفي مجال الزراعة والتنمية الحيوانية ومشكلات الحالة المدنية وتحكم بعض النافذين وتغولهم على الساكنة .

 

جواب السؤال السابع حول وضع الحزب الداخلي

تواصل بخير ولله الحمد؛ غادرته شخصيات محدودة في الفترات وهذه ليست المرة الأولى في تاريخه التي يغادره البعض.. نحترم للمغادرين قرارهم ونتمنى لهم التوفيق في مشاويرهم.

بالطبع أنتم كصحفيين متابعين مطلعون على الانضمامات الكبيرة التي عرف الحزب ويعرف والتي تعكس حجم الاقبال على المشروع التواصلي من كل مكونات الشعب الموريتاني في كل الجهات ومن كل الولايات .. أطمئنكم وأبشركم وأبشر مناضلي تواصل وجمهور المعارضة وكل الشعب الموريتاني أن تواصل بخير يزيد ولا ينقص، يتقدم ولا يتراجع، واضح الرؤية، ثابت الموقف، مستمر في خطه النضالي خط الاصلاح والتغيير.

 

جواب السؤال الثامن حول قتل مواطنين موريتانيين في مالي

ما حدث وتكرر في مالي خطير جدا، ونحن أدَناه في وقته ونبهنا الحكومة على ضرورة العمل مع النظام في باماكو بما يضمن التحقيق في حقيقته ومحاسبة الضالعين وضمان عدم تكراره، أسفنا لتأخر اتخاذ موقف يناسب حجم الجرم، وترك الأهالي وحدهم في مواجهة الشائعات حول مصير أبنائهم، وحذرنا من أن انشغال المسؤولين عن أمن الموريتانيين بالسياسة والتجارة عن واجبهم الأول أدى بنا إلى ما وصلنا له.

 

جواب السؤال التاسع حول المدرسة الجمهورية

نحن نغتنم الفرصة لنسألكم أين هي تلك المدرسة الجمهورية التي " تعهد النظام أن يحلها محل المدرسة القائمة في السنة الأولى من المأمورية الحالية ّ! ونحن الآن في نهاية سنته الثالثة ولم يعد أحد منهم يتحدث عن المدرسة الجمهورية !!، وكما أشرت سابقا وبكل أسف يتجه النظام بشكل أحادي لما يعتبره إصلاحات في مجال التعليم وكم عانى التعليم من " الاصلاحات الأحادية.؟!!

في تواصل قضية الوحدة الوطنية بالنسبة لنا أولوية قصوى؛ فهي إحدى منطلقاتنا الأساسية ولا أعلم أن لحزب سياسي وطني غير تواصل وثيقة مفصلة لقضية الوحدة الوطنية تتضمن تشخيصا شاملا ورؤية متوازنة للحل (وثيقة: رؤية الوحدة الوطنية)، ونعتقد أنها عانت وما زالت تعاني، وآخر ما تحتاجه "مسار جديد" من الارتجالية وشراء الذمم.!

 

جواب السؤال العاشر حول تعاطي النظام مع المعارضة

مرة أخرى تطرحون سؤالا تفرض الإجابة عنه وضع اليد على مكمن الخلل الأبرز في ظل النظام الحالي وهو الفجوة بين القول والعمل. هل تعرفون أنه في ظل نظام يعتبر الانفتاح والسعي للتهدئة أهم ميزاته لم يُستقبل زعيمُ المعارضة الديمقراطية ولو مرة واحدة الاستقبال الذي ينص القانون على دوريته كل ثلاثة أشهر من طرف الرئيس، وهذا ما يعبر عن إرادة واضحة للتهميش والتجاوز!.

إنّ الإرادة واضحة وجلية لتجاوز وتهميش كل المعارضة وفي المقدمة منها مؤسسة المعارضة؛ فمن يهمش مؤسسة أناط بها المشرع أدوارا محددة لن يعتني بما دون ذلك،

 

 

جواب السؤال الحادي عشر حول واقع المعارضة

المعارضة تستعيد مستويات من التنسيق لابد من الاعتراف أنها دون المستوى الذي تتطلبه التحديات، ونحن في تواصل حريصون على تسريع التنسيق وتفعيله حتى نقوم بواجبنا بشكل أفضل وقد قلناها مرارا ونؤكدها الآن ما حصل خلال الأشهر الاخيرة في الشامي والطينطان وباسكنو واركيز رسالة للجميع في السلطة والمعارضة فحواها رجاء لا تختبروا نهاية صبر المواطنين.

 

جواب السؤال الثاني عشر حول حديث الرئيس عن فشل الإدارة

كان الطبيعي وقد حكم الرئيس بنفسه على فريقه الحكومي بالفشل أن يقوم بتغييره لكن أشهر المخاض الطويلة انتهت بتجديد الثقة في أهم عناصر هذا الفريق، وإطلاق باقة وعود جديدة لا أظن أن هناك بيئة مواتية للاستماع له أحرى انتظار تطبيقها.

يحتاج الموريتانيون من هذا النظام خطوات فعلية جدية في مجال الاصلاح وفي كل مرة يراهن البعض على أن تلك الخطوات ستأتي، ثم تسقط القرارات والسياسات المنفذة على الأرض رهاناتهم ليتعزز الاحباط .

أظنني لا أجازف إن قلت لكم إن كلمة الإحباط هي الكلمة الأكثر ترددا على ألسنة الموريتانيين خلال الأشهر الأخيرة.

نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأن ييسر لها حكامة صالحة تقيم فيها القسط.

أجدد لكم الشكر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته