نص مداخلة رئيسة الفريق البرلماني في جلسة نقاش ميزانية 2021

ثلاثاء, 22/12/2020 - 22:29

شكرا السيد الرئيس
مرحبا بكم السيد الوزير وبالوفد المرافق  
 اليوم ونحن نقف أمام المواطنين لنقاش ميزانية دولة مقدراتها بحجم مقدرات بلدنا، اسمحوا لي أن أعبر عن شعور غالبية مواطنينا، وهو شعور اليأس والإحباط.
- السيد وزير المالية إن المطلوب منا اليوم هو أن نصوت على ميزانية 2021، ولكن هلا
تساءلنا عن مصير ميزانية 2020؟ فيما صرفت وكيف صرفت؟ وما هي انعكاسات ذلك على المواطنين؟
- معالي الوزير ما هو مصير الإصلاح والتعهدات التي التزم بها الرئيس أمام شعبه؟ هل من الإصلاح استمرار الصفقات المشبوهة ومضاعفتها بالتراضي؟  هل من الإصلاح إعادة تدوير المفسدين والمشمولين في ملفات فساد واختلاس؟ 
- ما هو مصير صندوق كورنا؟ ما الذي صرف منه وفيما صرف وبأي طريقة صرف؟ وما الذي بقي وماذا ينتظر؟ إن انعدام الشفافية في تسيير هذا الصندوق أصاب الكثير من المتبرعين بالإحباط وعدم الثقة، وجعل المواطن في حيرة ويأس بسبب ارقام فلكية تكررت على مسامعه دون ان يرى لها أثرًا في حياته اليومية.
- معالي الوزير مشكلتنا ليست مع ميزانيات سيصوت عليها دائما بأغلبية مريحة، مشكلتنا
مع الوضعية العامة للبلد المتدهورة، على كافة المستويات: الصحة.. التعليم.. الفقر.. تدهور الحريات.. انتشار الرشوة والفساد والمحسوبية.. إلى آخره. 
- السيد الوزير ماذا فعلت حكومتكم في تحقيق العدالة الاجتماعية؟ أين المهمشون وضحايا الهشاشة؟ الذين تحدثتم عن كثيرا ولم يحصدوا من ذاك الحديث إلا تكريسا لهامشيتهم،
وتهميشهم، في التعليم وفي الخدمات وفي الاكتتابات والتعيينات وفي الإعلام؟ ما الذي قدمتم في شأن الوحدة الوطنية؟ والتي لم تجد في عهدكم على الأقل ما وجدته بعض الملفات الأخرى من حضور في الشعارات على الأقل؟ إن كنتم تريدون إيصال رسالة مفادها أن الاهتمام بها ليس على جدول أعمالكم، فإن أبشركم بوصول الرسالة.
إن وضعية البلد حسب رسائل الحكومة وتقارير شركاء التنمية وآخرهم البنك الدولي، هي عدم الجدية وإطلاق اليد للمفسدين والتربح على حساب المواطن الضعيف، رغم الهشاشة على كافة المستويات، وهذا ما يجعل اقتصادنا في المرتبة 131 عالمي. 
- السيد الوزير أذكركم هنا ببعض الأرقام البسيطة التي لم تخفف نفقات حكومة منها ولم تغير منها :
62%  من مدارسنا غير مكتملة
58 %  من الشعب لا يتوفرون على خدمة الكهرباء
38 %  لا يجدون المياه الصالحة للشرب
ناهيك عن تفاقم انتشار الجوع والأمراض.
 السيد الوزير في ظل هذه الأرقام المأخوذة من تقارير وزراء في حكومتكم الموقرة، ألا يحق لنا أن نسأل أين ذهبت أموالنا؟
وهنا باسم الشعب أقول بأن صبرنا نفد ولم نعد نقبل غير الإصلاح. والإصلاح الشامل فرصته متاحة والحاجة إليه ملحة، إصلاحا توافقيا نشارك جميعا فيه بالرأي والنصح والتوجيه، من خلال حوار وطني شامل يرقى لتطلعات هذا الشعب، يستمع بعضنا للبعض نعلي من مصلحة الوطن ونحدد أولوياته وحاجاته ونتحد لمواجهة التحديات التي تهدده .
إن الوعي بوضعية البلد المقلقة تستدعي ترتيب البيت الداخلي، والابتعاد عن الاصطفافات الإقليمية الغير مبررة، والتي لا جدوى منها. إن حال البلد يستوجب علينا جميعا وعلى الرئيس بالذات والحكومة العمل بشعار جديد هو إنجازاتي، بدلا من شعارات أخرى براقة أثبتت الأيام فشلها وعدم جديتها.
- السيد الوزير نريد رد الاعتبار لمؤسسة المعاضة وفتح المجال أمامها للقيام بدورها. 
نريد تشكيل محكمة العدل السامية وإعطاء الحرية للقضاء وضمان استقلاليته، لمحاسبة كل المجرمين وإنزال العقوبات المناسبة بأكلة المال العام والمفسدين.

أنيسا دينبا با
رئيسة الفريق البرلماني لحزب تواصل