انطلقت صباح اليوم الجمعة 13-11-2020، الدورة العادية الثانية لمجلس الشورى الوطني لسنة 2020، تحت شعار "دورة المرحومة الأستاذة هند بنت الديه"، بحضور رئيس الحزب محمد محمود ولد سيدي، ورئيس مجلس الشورى المهندس حمدي ولد إبراهيم، وعدد من قيادات الحزب، إضافة إلى أعضاء مجلس الشورى.
رئيس مجلس الشورى وفي كلمته بالمناسبة ترحم على روح الأستاذة هند بنت الديه الطاهرة، راجيا من الله العلي القدير أن يجعل جنات الفردوس لها نزلا مع النبيين والصديقين والشهداء، معبرا عن شكره لأعضاء المجلس على تجشم عناء السفر من مناطق بعيدة بغية إنجاح أعمال الدورة وحرصا على القيام بدور المجلس في متابعة ورقابة تسيير الحزب. وأشار إلى أن الدورة تنعقد في سياق خاص بعد أن خفت نسبيا وطأة جائحة كورونا التي اجتاحت دول العالم ومنها بلادنا، وأثرت سلبا بشكل كبير على الوضع الصحي وظروف معيشة السكان، مشيرا إلى أن ذلك فاقم من صعوبة الوضعية الاقتصادية التي تعيشها البلاد. وقال المهندس حمدي ولد إبراهيم إن موريتانيا ما زالت تعاني من تبعات سوء التسيير في المرحلة الماضية ورتابة وبطء وتيرة الإنجاز في المرحلة الحالية، خاصة في المجالات الخدمية كالتعليم والصحة ومستوى الولوج للخدمات الأساسية الأخرى.
وأكد ذات المتحدث أن أزمة تموين السوق ببعض المواد الأساسية بعد إغلاق أحد المعابر الحدودية مؤخرا شكلت تهديدا لأمن البلاد الغذائي وكشفت عن ضعف كبير في مجال إنتاج حاجيات البلد الضرورية رغم التمويلات الكبيرة التي وجهت لقطاع الزراعة طيلة الفترة الماضية. وقال رئيس مجلس الشورى الوطني إنه ورغم بعض الخطوات و الرسائل الايجابية من النظام فإن جهود محاربة الفساد والرشوة وإصلاح الإدارة وتخفيف معاناة المواطنين ما زالت ضعيفة وتستدعي الكثير من الصرامة والفاعلية . ودعا المهندس حمدي ولد إبراهيم إلى تنظيم حوار سياسي جدي وشامل، لوضعِ الحلول الناجعة المناسبة لمختلف الإشكالات والتحديات المطروحة التي تؤرق حياة المواطنين وتحد من فاعلية وأداء الحكومة، داعيا إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ البرامج والإصلاحات الهادفة إلى تحسين ظروف المواطنين، والصرامةِ في متابعة ومقاضاة المفسدين واسترداد أموال الشعب المنهوبة، بعيدا عن الانتقائية وتصفية الحسابات.
رئيس الحزب الدكتور محمد محمود ولد سييدي، أدان انجرار الموقف الرسمي الفرنسي وراء حملات الاسلاموفوبيا والإساءة إلى أمة الإسلام بالتطاول على مقام النبوة وقلة الأدب مع المبعوث رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وسلم. وأوضح أن الأمة قاومت ذلك بسلمية ورقي وحزم، من خلال حملات المقاطعة الشعبية، ووسائل الاحتجاج السلمي التي عمت خريطة العالم الإسلامي من نواكشوط إلى جاكرتا. وأشار الدكتور محمد محمود ولد سييدي إلى أن الانتخابات الأمريكية التي انتهت للتو، شكلت محطة كشفت عن جوانب مما يعتمل في المجتمع الأمريكي، راجيا أن تكون نتائجها فرصة للإدارة الجديدة في تصحيح ما أفسدته سياسات العنجهية، والانحياز الأعمى. وتطرق رئيس الحزب في كلمته للأزمة في الجارة مالي وما آلت إليه من العودة إلى عهد المراحل الانتقالية، وأزمة الانتخابات والاضطرابات الاجتماعية بسبب خرق الدساتير والترشح لمأموريات ثالثة في ساحل العاج وغينيا كوناكري، وتجدد الصراع المزمن على معبر الگرگرات، وما ينذر به من عودة التوتر على الحدود الشمالية. وقال رئيس الحزب الدكتور محمد محمود ولد سييدي، إن الشعارات ووعود ونيات الإصلاح برغم ما حظيت به من الحزب ومن كل الطيف الوطني من ترحيب وما وجدت من أجواء هدوء تم هدرها بكل أسف، مشيرا إلى أن ذلك أوجد "حالة إحباط واسعة تنذر بمستقبل قاتم ما زلنا نؤمل ونعمل على تلافيه".
ودعا رئيس الحزب إلى إطلاق حوار وطني شامل، قائلا إن ذلك الحوار ينبغي أن "يعزز ويحصن قيمنا الإسلامية والتربوية، ويتصدى للفساد والميوعة، ويضع أسس حل مشكلاتنا الوطنية العالقة؛ ويحقق الوحدة، ويقيم العدل والقسط، وينهي الظلم والتهميش والعبودية والإقصاء ، ويرسي قواعد حكامة رشيدة، وتداول سلمي على السلطة، ويحصن البيت الداخلي بالعدل والإنصاف".