البيان الختامي للدورة العادية الثالتة لمجلس الشورى

ثلاثاء, 13/01/2015 - 18:42

بسم الله الرحمن الرحيم التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) مجلس الشورى الدورة الثالثة العادية البيان الختامي انعقدت الدورة العادية الثالثة لمجلس شورى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) بانواكشوط أيام: 4 ، 5، 6 محرم 1436 هجري، الموافق 28، 29، 30 أكتوبر 2014 ميلادي. وقد ناقش المجلس التقارير الإدارية والسياسية والرقابية وأشبعها نقاشاً وتحليلاً ونقداً أبان عن وعي عميق وسعة صدر وقدرة على الاستشراف، واضطلاعا بالدور الرقابي للمجلس على أداء الحزب وسير أعماله. وقد استعرض المجلس الأوضاع السياسية للبلد متوقفا عند دلالات استمرار الأزمة السياسية وخصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية الأحادية وتعنت النظام ورفضه لأي شكل من أشكال الحوار الجاد.

  وحي المجلس المعارضة الديمقراطية على تجردها ونكرانها للذات من خلال القدرة على الانتظام والاستمرار في إطار ديمقراطي موحد (المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة) شكلت مقاطعته الإجماعية للانتخابات الرئاسية الأحادية بصيص أمل وفرصة للموريتانيين من أجل فرض تغيير جاد وعميق يأخذ البلاد إلى بر الأمان. 
وفي هذا الإطار استعرض المجلس نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، متوقفا عند بشاعة ممارسات السلطة وتزويرها لإرادة الناخبين، ومحيياً ـ في نفس الوقت ـ الشعب الموريتاني على استجابته لنداء المعارضة ومقاطعته الواسعة لهذه المهزلة الأحادية.
وتناول المجلس ــ بالنقاش والتحليل ــ الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، مستعرضاً ما يعانيه الاقتصاد الوطني من ضعف وهشاشة، وما تعانيه الغالبية العظمى من الشعب من أوضاع معيشية صعبة وفقر مدقع وضعف في الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والمياه والكهرباء، وارتفاع مذهل للأسعار.
كما لاحظ المجلس ضعف التساقطات المطرية هذه السنة مما ينذر بندرة في المياه الرعوية وضعف المراعي.
وتطرق المجلس في مداولاته ونقاشاته لمختلف الأوضاع الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية، مقدماً تهانئه الحارة للشعب التونسي على الحنكة والقدرة على تجاوز الأزمة وتجسيد الانتقال الديمقراطي، معرباً في نفس الوقت عن قلقه البالغ حول ما آلت إليه الأوضاع في كل من سوريا وليبيا والعراق من عنف وتطرف متبادل بين الأنظمة المستبدة وجماعات الغلو والتطرف، مستنكراً ما يتعرض له الشعب المصري من إهانة وتهجير قسري خصوصا في محافظة سيناء على يد السلطة الإنقلابية الحاكمة، ولم يفوت المجلس الفرصة حتى يندد بمحاولة االتغييرات الدستورية المقوضة للديمقراطية في بوركينا فاسو، وهي مناسبة تدعوه للوقوف بحزم مع الشعب البوركينابي في موقفه الهادف إلى حماية مكتسباته الديمقراطية، كما يدعو الفرقاء في مالي الشقيقة إلى مواصلة الحوار ونبذ الخلاف مندداً في نفس الوقت بجميع أشكال العنف والتفجير والإقصاء، وهنأ المجلس الشعب الفلسطيني وخصوصا حركات المقاومة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالخصوص على ما بذلوه من دماء في سبيل عزة وكرامة الأمة فكان لهم نصر مستحق؛ كما هنأ الشعب التركي على المضي قدما في تعزيز مكتسباته الديمقراطية وخياراته السياسية.
وشجب المجلس أساليب المجتمع الدولي التآمرية ضد شعوب الأمة الإسلامية في خياراتها السياسية ووقوفه إلى جانب الأنظمة الدكتاتورية والعسكرية في تناقض فاضح مع مبادئه ودساتيره.
إن مجلس الشورى إذ يختتم دورته العادية الثالثة بقرارات وتوصيات من شأنها أن تسهم في تطوير هيئات الحزب وبرنامجه السياسي ليؤكد على ما يلـــــــي:
دعمه الموقف الموحد للمعارضة وتشبثه بمواقف ومطالب المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة من أجل التغيير الجاد وحل الإشكالات السياسية والوطنية الكبرى؛
وقوفه إلى جانب المظلومين والمهمشين وضحايا السياسات العرجاء للنظام الهادفة إلى التضييق على كافة شرائح المجتمع وخصوصا العمال والفقراء؛
تجسيد رؤية الحزب ومواقفه الهادفة إلى تجسيد الوحدة الوطنية والتقارب والانسجام بين مكونات وفئات المجتمع من خلال الاستناد للمرجعية الإسلامية وتكريس ثقافة المواطنة؛
دعم سكان الأرياف والوقوف إلى جانبهم في مواجهة نقص التساقطات وقلة المراعي هذه السنة ودعوة السلطات الحاكمة اتخاذ الإجراءات المناسبة لتدارك النقص؛
دعمه ووقوفه إلى جانب الشعوب العربية والإسلامية والافريقية المتطلعة للحرية والانعتاق والتداول السلمي على السلطة؛
شجبه وتنديده بتصرفات النظام المصري المهينة للشعب المصري العريق من قتل وتهجير وتصفية وإقصاء، وإدانته كافة أشكال العنف والغلو والتطرف في كل من ليبيا وسوريا والعراق مهما كان مصدره وأيا كانت أسبابه؛
إدانته بقوة التصرفات الرعناء للكيان الصهيوني المحتل وتدنيسه للحرم القدسي وإهانته للشعب الفلسطيني العظيم، وكذا إدانته للصمت المخجل للأنظمة العربية والإسلامية والدولية في مواجهة الجرائم والتصرفات البشعة لسلطة الكيان الصهيوني المحتل؛
تهنئته الحارة للمقاومة الإسلامية في فلسطين على الانتصار التاريخي الذي رفع من شأن الأمة وبعث في نفوس أبناءها الأمل، وكذا تهنئته الشعبين التركي والتونسي على نضجهما وقدرتهما على تجاوز الأزمات والوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
  
نواكشوط بتاريخ: 06 محرم 1436 هجري 
الموافق: 30 أكتوبر 2014 ميلادي