كلمة رئيس المنظمة الشبابية

جمعة, 01/01/2016 - 23:15

سم الله الرحمن الرحيم

 و الصلاة و السلام علي نبيه الكريم

السيد رئيس مجلس الشورى.

السيد رئيس الحزب.

السيد زعيم المعارضة الديمقراطية.

السادة أعضاء المكتب السياسي ومجلس الشورى

السادة رؤساء الأحزاب.

السادة رؤساء وممثلي المنظمات الحقوقية.

السادة رؤساء الهيئات والمنظمات الشبابية.

السادة ممثلي وسائل الإعلام

سعادة الدكتور منير سعيد /الأمين العام للائتلاف  العالمي لنصرة فلسطين.

سعادة الدكتور سعد الدين العثماني  /رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي.

سعادة الدكتور المفكر / محمد سعيد با الحركة من أجل الإصلاح والتنمية الاجتماعية.

السلام عليكم ورحمة الله

ها نحن بحول الله و حمده نفتتح النسخة السادسة من فعاليات "ملتقي الوعي والريادة "، الذي أصبح تقليدا سنويا دأبت المنظمة الشبابية لحزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية "تواصل" علي تنظيمه بغية النهوض بالوعي السياسي و الفكري للشباب الموريتاني  و المساهمة في عملية الإعداد القيادي.

و إدراكا منا لمحورية دور الشباب في نهضة هذه الأمة وإحداث التغيير المنشود اخترنا أن تكون هذه النسخة تحت شعار " نحو جيل قيادي فاعل" وهنا نتذكر مقولة القائد المجاهد المجدد حسن البنا "الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل "

ويتميز هذا الملتقى بمشاركة واسعة من شاب المنظمة جاؤوا من مختلف ربوع وطننا الحبيب  ،حيث سيستفيدون على مدار 4 أيام  من برنامج مكثف يضم محاضرات و ورشات و لقاءات مع بعض الشخصيات الوطنية والعالمية.

أيها السادة والسيدات

إن الظرف الزمني الذي يلتئم فيه المتلقي يستدعي منا تسليط الضوء علي حصاد سنة من تسيير نظام أحادي لبلد أنهكه الفساد وغابت عنه خطط تنموية جادة من أجل إصلاح البلاد.

 فالمتوقف عند هذا التسيير يلحظ بشكل جلي و واضح استشراء مظاهر الفساد و التسيير الأحادي في هرم السلطة و معالجة مشاكل البلد و هموم المواطنين بطريقة ارتجالية يطبعها غياب الحنكة و الحكمة. و يُشكل تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين و تراجع قيم الديمقراطية و تآكل مؤسسات الجمهورية و توظيف خطاب سياسي و ممارسات ديماغوجية من طرف السلطة لدق الإسفين بين المكونات الاجتماعية لأبناء الوطن الواحد احد ابرز سمات هذه السنة.

فعلي المستوي الاجتماعي استمر ضعف تدني القدرة الشرائية للمواطنين بفعل السياسيات المجحفة للنظام كرفضه نقص أسعار المحروقات- رغم تراجع أسعار هذه المادة في الأسواق العالمية وقيام الكثير من الحكومات في شبه المنطقة بنقص أسعار المحروقات- و استمرار فرض الضرائب المجحفة علي المواطنين دون مراعاة تبعات ذلك الاجتماعية و الاقتصادية علي حياة المواطنين، و قد جسد قانون المالية لعام 2015 هذه الحقيقة و ذلك بتركيزه علي الزيادات الضريبية من اجل معالجة صعوبات الخزينة العامة.

وفي موضوع البطالة-التي يتضرر منها الشباب الموريتاني في المقام الأول-كشف تقرير أعدته منظمة العمل الدولية قبل عدة أشهر أن بلادنا ستتصدر أعلي 10 دول في العالم من حيث ارتفاع معدلات البطالة، متوقعة أن يصل رقم البطالة لأزيد من 30%

أيها الحضور الكريم

 لم تتوقف معاناة المواطنين عند هذا الحد، فقد ضاعفت موجات العطش الحادة و الإنقطاعات المتكررة لشبكتي المياه و الكهرباء علي المستوي الوطني من معاناة المواطنين و ساهم انتشار الجريمة في أحياء العاصمة في زرع موجة من الخوف والرعب في نفوس سكان نواكشوط.

و في الجانب المتعلق بمحاربة الرق ظل النظام يتبني نفس السياسيات التي تبنتها الأنظمة السابقة كإنكار وجود الظاهرة و التضييق علي المدافعين عنها واتهامهم بالمتاجرة بالقضية ، رغم تبنيه في ذات الوقت لمقاربات أحادية و دعائية لمواجهة الظاهرة ،وقد كان اكتشاف حالة الرق الأخيرة التي أعلنت عنها الجهات العاملة في الميدان خير دليل على وجود هذه الظاهرة المقيتة وعدم الجدية في محاربتها والقضاء عليها.

و اتسمت معالجة أزمة المنيمين الذين واجهوا صعوبات في الصيف الماضي بفعل نقص المراعي، بالغياب شبه المطلق للدولة في البداية قبل أن تتدخل بكميات محدودة من العلف منتهية الصلاحية و غير القابلة للاستهلاك، و قد عضد التقرير الأخير لمنظمة الأغذية العالمية حجم التحديات الغذائية التي تواجه المواطنين، إذ كشف التقرير أن حوالي ثلاثة أرباع الموريتانيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد. و أظهرت الأزمة الصحية الأخيرة الناجمة عن تفشي وباء حمى الضنك والوادي المتصدع جراء انتشار الأوبئة عجز الحكومة عن التدخل للتخفيف من معاناة المواطنين، كما كشفت هذه الأزمة عن مدي هشاشة قطاع الصحة في البلاد.

 و علي المستوي السياسي، طغى مناخ عدم الثقة بين المعارضة و السلطة بسبب الممارسات الأحادية لرأس النظام و جسدت المحاولات الفاشلة لإطلاق الحوار بشكل أحادي حجم الأزمة، و نحن في المنظمة الشبابية نعتبر أن النظام يتحمل المسؤولية التامة عن استمرار هذه الأزمة باعتباره الوحيد القادر علي خلق أجواء لبناء جو من الثقة مع المعارضة التي سئمت سنوات من نكث العهود بدءا باتفاق داكار و انتهاء بحوار 2011 الذي شاركت فيه أطراف من المعارضة.

السيدات والسادة

 لقد شكلت الزيارات الكرنفالية التي قام بها الرئيس لبعض ولايات الوطن عودة للأساليب القديمة من إذكاء للنعرات القبلية و المحلية و حشد لأجهزة الدولة و أطرها في الاستقبالات التي خصصت للرئيس في هذه الزيارات ، و تم خلال هذه الزيارات تغييب حقيقة الواقع الصعب للمواطنين بتقديم صور وردية ووهمية عن الحالة المعيشية للمواطنين في الداخل.

و في الجانب المتعلق بالحريات اتسمت السنة بقمع المسيرات السلمية و اعتقال عشرات الشباب علي خلفية التظاهر السلمي و منع قوي سياسية من الترخيص. و شهد قطاع الإعلام تضييقا كبيرا علي الحريات كالاعتداء علي بعض الصحفيين و التلويح أكثر من مرة بوقف بث بعض القنوات الإخبارية المحلية و وقف بعض البرنامج الإذاعية " ، هذا بالإضافة إلى السعي في سن قوانين من شأنها القضاء على الجمعيات العاملة في مجال المجتمع المدني.

 وعلي المستوي الاقتصادي كادت البلاد تخسر شركة اسنيم، التي تعتبر أهم شريان مغذ للاقتصاد الوطني، و ذلك بسبب تجاهل النظام لإضراب عمال الشركة و تفرجه علي الإضراب،الأمر الذي اثر بشكل كبير علي إنتاج الشركة و تجلت مظاهر أزمة الشركة في سحب أسهمها من بعض المؤسسات التابعة لها و توقف بعض مشاريعها الحيوية ،وفي نفس المجال تراجعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة تقارب 60% بفعل السياسات التخبطية للنظام و غياب بيئة استثمارية شفافة توفر فرصا للاستثمار الآمن، وأدي هذا الأمر لتقليص بعض الشركات الأجنبية لعمالهما و لجوء البعض الآخر للبحث عن ملاذات استثمارية خارج البلاد و يُجسد التحقيق الذي أعدته هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية عن طبيعة تعاطي شركة تازيازت مع "سماسرة" مقربين من النظام خير مثال علي طبيعة البيئة الاستثمارية للبلد تحت حكم النظام الحالي.

أما بخصوص شعار الحرب علي الفساد فقد اتضح أن الأمر لا يعدو كونه شعار انتخابي، حيث تؤكد المعطيات اليومية استشراء الفساد في مختلف مرافق النظام و باتت الأجهزة المسئولة عن الرقابة و التفتيش أدوات لتصفية الحسابات مع تعتيم مطلق علي تقاريرها السنوية، التي من المفترض أن يتم نشرها لكي يتمكن المواطنون من الإطلاع عليها كحق طبيعي لمعرفة أين تذهب أموالهم و من المسئول عن نهبها.

وقد عرفت ما سُمي ب"سنة التعليم" التي رفعها النظام كشعار لعام 2015 تراجعا ملحوظا لنتائج الطلاب علي مستوي الولايات الداخلية في مسابقة ختم الدروس الابتدائية، و فشلت الحكومة في التعاطي الإيجابي مع إضراب طلاب كلية الطب بلجوئها لطرد العشرات من طلاب الكلية بدون وجه حق، و يأتي تسريب مادة الفيزياء للشعب العلمية في امتحانات الدورة الأولي من الباكالوريا كمظهر آخر من مظاهر التسيب الذي يعاني منه قطاع التعليم ،كما شكل قرار وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بإلغاء قرار لجنة المنح ضربة قوية لمئات الطلاب بالخارج اللذين حرموا من المنحة، و ينضاف إلي كل ذلك اللجوء لبيع المدارس القريبة من المواقع الحيوية بالعاصمة، ومن البديهي جدا أننا لن ننسى الطريقة الوحشية و اللامسؤولية التي عومل بها الطلاب خلال إضراباتهم قبل أقل من شهر حيث كان رد الحكومة على مطالبهم بتوفير النقل بالقنابل المسيلة للدموع والعصي والركل والسحق وقد شاء الله أن تكون هذه هي خاتمة سنة التعليم .

 و في الشق المتعلق باستقلالية القضاء،تم رصد العديد من التجاوزات التي تؤكد أن قبضة السلطة التنفيذية علي الجهاز القضائي لازالت قوية كتوظيف القضاء لتصفية الحسابات السياسية كما يجري مع زعيم حركة المبادرة الإنعتاقية بيرام ولد أعبيدي و نائبه إبراهيم ولد بلال و استمرار ظاهرة الحبس التحكمى و التلاعب بالأحكام القضائية و رفض تنفيذ أخرى.

أيها السادة والسيدات

إننا في المنظمة الشبابية للإصلاح والتنمية ندين جميع هذه الممارسات اللامسؤولة والتي تنم عن وضع كارثي يعيشه البلد حتى وصل الأمر إلى إغلاق المحاظر التي تدرس القرآن الكريم ويستفيد منها عامة الشعب المطحون والمحروم من تعليم ينقذ أبناؤه من براثن الجهل.

أيها الحضور الكريم

إننا ونحن نفتتح فعاليات هذا الملتقى المبارك ، نتذكر معاناة إخواننا في فلسطين ، حيث الشباب المجاهد والنساء المجاهدات الصابرات و الانتفاضة المشتعلة ضد تهويد الأقصى المبارك.

إننا نتذكر بفخر الشباب المضحي الذي يهب نفسه رخيصة في سبيل القضية ، ونشد على أيديهم.

ويحز في قلوبنا ما يتعرض له إخواننا في سوريا حيث تكالبت عليهم قوى الشر وأجبروهم على اللجوء الجماعي طلبا للحياة في مشهد لم يعرفه التاريخ الإسلامي من قبل.

كما إننا نشعر بالاشمئزاز لما يتعرض له المسلمون في جمهورية إفريقيا الوسطى حيث الإبادة الجماعية في ظل سكوت العالم وصمته.

ونطالب هنا العالم الحر بالسعي الجاد والحثيث من أجل تخليص الرئيس الشرعي لمصر من السجن الجائر ، وإنقاذ أرض الكنانة مصر الحبيبة من زمرة المفسدين الذين لا خلاق لهم.

أيها الحضور الكريم

إننا في المنظمة الشبابية للإصلاح والتنمية نعاهد الله ونعاهد شعبنا العظيم أننا سنواصل نضالنا من أجل إصلاح الوطن والأخذ على يد الظالم ونشر قيم الديمقراطية والسلم الأهلي والإسهام في خلق جو ينعم فيه جميع المواطنين بالأمن والأمان والعيش الكريم.