في 10 سنوات.. 8 فترات انتقالية ناجحة في أفريقيا - جنوب الصحراء

اثنين, 07/12/2015 - 11:28

الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت، مؤخرا، في بوركينا فاسو، وضعت حدّا لمرحلة انتقالية امتدّت لـ 12 شهرا، وجاءت في أعقاب انتفاضة شعبية أطاحت، أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2014، بنظام الرئيس السابق، بليز كومباوري. مؤسّسات جديدة منتخبة تبشّر بنجاح الفترة الانتقالية في بوركينا فاسو، وتنضاف إلى لائحة تضمّ 7 مراحل إنتقالية سجّلت نجاحا مماثلا، في السنوات الـ 10 الأخيرة، بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء.

وهناك فترات انتقالية جاريه لم تتشكّل بعد ملامح نهايتها، غير أنها تعرف تعثّرا، على غرار افريقيا الوسطى، والتي اضطرّت سلطاتها إلى تأجيل انتخاباتها الرئاسية والبرلمانية في مناسبات عديدة، قبل أن يتقرّر إجراؤها في شهري ديسمبر/كانون الأول الجاري ويناير/كانون الثاني المقبل، بسبب انعدام الأمن والاستقرار في بلد تهزّه أزمة طائفية خانقة، ولأسباب تتعلق بالتمويل.

ذات الصعوبات الأمنية، على وجه الخصوص، تواجهها المرحلة الانتقالية التي تعيشها دولة جنوب السودان الوليدة..

وتعاني بعض المراحل الإنتقالية الأخرى من بعض "الإشكالات"، رغم نجاحها ظاهريا، وموريتانيا تعتبر خير مثال على ذلك، فرغم حالة الاستقرار التي تعيشها مؤسسات الدولة في البلاد، إلاّ أنّ الإشكال المربك يكمن في أنّ الجنرال محمد ولد عبد العزيز  قائد الانقلاب الذي أدار الفترة الانتقالية، تمكّن من المسك بزمام السلطة، اثر انتخابات أجريت في 18 يوليو/تموز 2009.

وخلافا للفترات الانتقالية التي تمضي في إطار مؤسساتي موحّد، فإنّ هشاشة مراحل الإنتقال السياسي يمكن أن تتوضّح بمرور الزمن، تماما مثلما هو الحال في بوروندي، والتي تعيش منذ أشهر، على وقع أزمة سياسية وأمنية على خلفية ترشح الرئيس، بيير نكورونزيزا، لولاية ثالثة يحظرها دستور البلاد.

وفي ما يلي استعراض لأبرز المراحل الانتقالية الناجحة في افريقيا جنوب الصحراء في العشر سنوات الأخيرة:

 

1)-  بوركينا فاسو:

بعد أن أوشكت على الإنعطاف عن المسار الانتقالي اثر محاولة انقلاب فاشلة، في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، نجحت السلطات الإنتقالية في بوركينا فاسو، في تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية، انبثقت عنها مؤسسات مستقرة، رئاسية وتشريعية، ونتائج لم يطعن في مصداقيتها، في سابقة يندر حدوثها في القارة السمراء.

 

2)- غينيا كوناكري:

غينيا التي أجرت انتخاباتها الرئاسية، في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، أكّدت أنّ مرحلتها الانتقالية التي بدأتها في 2009، تمضي في الإتجاه الصحيح رغم بعض العراقيل.

فإثر وفاة الرئيس لانسانا كونتي (الرئيس الثالث لغينيا من 1984 إلى 2008)، في ديسمبر/كانون الأول 2008، استولى المجلس العسكري بقيادة النقيب داديس كامارا على السلطة ليسلمها، عاما عقب ذلك، للمدنيين، بعد فترة انتقالية، ترأسها الجنرال سيكوبا كوناتي.

و في7 نوفمبر/تشرين الثاني 2010 ، انتخب ألفا كوندي رئيسا لغينيا أمام منافسه سيلو دالان ديالو. والخصمان سيلتقيان، 5 سنوات بعد ذلك، في الدور الثاني من انتخابات الرئاسة للعام الجاري، ليسجل كوندي فوزا جديدا على أشرس منافسه. ورغم الاحتجاجات التي رافقت الحملة الانتخابية، وطعن البعض في نتائج الإقتراع، إلا أن المؤسسات الجديدة في البلاد تواصل عملها بشكل طبيعي.

 

3)- غينيا بيساو:

دخلت البلاد في فترة انتقالية جاءت في أعقاب انقلاب عسكري وقع في 12 ابريل/نيسان 2012، مباشرة إثر الدور الأول من الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت حينها، وتشكّلت، تبعا لذلك، حكومة مشتركة جمعت مدنيين وعسكريين.

وفي يونيو/حزيران 2014، انتخب، جوزي ماريو فاز، رئيسا لغينيا بيساو، ضمن انتخابات وضعت حدّا للفترة الانتقالية. ورغم الطعون التي طالت نتائج الإقتراع، إلا أنّ البلاد دخلت مرحلة من الاستقرار السياسي والاجتماعي، تبلور، من خلال عودتها، إلى الاتحاد الإفريقي من جديد، إثر تعليق عضويتها بالمنظمة الإقليمية عقب انقلاب 2012.

 

4)- ليبيريا:

وضع اتفاق سلام شامل تم توقيعه في 2003 بليبيريا، بين مختلف الأطراف المتنازعة برعاية منظمة الأمم المتحدة، حدا لحرب أهلية استمرت لـ 14 عاما. وبموجب الاتفاقية، تم تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة بدعم من الأمم المتحدة، انتهت مهمتها بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية سلمية، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2005.

 

5)- مدغشقر:

اثر مغادرة الرئيس الملغاشي الأسبق، مارك رافالومانانا، البلاد في 17 مارس/ آذار 2009، عقب هبة شعبية عمّت الشوارع، وقع إقرار فترة انتقالية، بقيادة سلطة عليا ترأسها، الرئيس المؤقت، أندري راجولينا، استمرت لمدة 5 سنوات، انتهت بانتقال السلطة إلى الرئيس هري راجاوناريمامبيانينا، المنتخب في اقتراع عام العام الماضي.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014،  عاد الرئيس الأسبق، مارك رافالومانانا، من منفاه بجنوب إفريقيا، ليعيش، لفترة، تحت الإقامة الجبرية ، قبل الإفراج عنه.

 

6)- مالي:

اثر الفشل العسكري في مواجهة المتمردين والمتشدّدين المتمركزين شمالي مالي، أطاح الجيش المالي بالرئيس، أمادو توماني توري، في مارس/ آذار 2012، وتم إعلان مرحلة انتقالية أفرزت انتخابات رئاسية عام 2013.

ومع أنّ توقيع اتفاق سلام بين الحكومة المركزية في باماكو المالية وأمبرز المجموعات المسلحة في الشمال، في يونيو/تموز الماضي، هيأ ظروف الاستمرارية للتجربة الديمقراطية بمالي، إلاّ أنّ التهديدات لازالت تشكّل خطرا على السلم الاجتماعي، خاصة مع تنامي التهديدات الإرهابية وهشاشة اتفاق السلام.

 

7)- النيجر:

عقب الإطاحة بنظام الرئيس مامادو تاندجا، إثر انقلاب 18 من فبراير/شباط 2010، ترأس سالو دجيبو، لأكثر من عام، "المجلس الأعلى لاستعادة الديمقراطية". وفي أبريل/ نيسان 2011، سلّم الحكم للرئيس محمدو يوسوفو، معلنا بذلك  نجاح المرحلة الانتقالية بالنيجر. نجاح مازال ينتظر التأكيد من خلال الانتخابات الرئاسية المقررة  في فبراير/شباط القادم.

 

8)- الصومال

في سبتمبر/ أيلول 2012، بلغت المرحلة الانتقالية في البلاد نهايتها بشكل سلمي، مع اعتماد دستور جديد للبلاد، وانتخاب الحسن شيخ محمود رئيسا جديدا لها. خطوة مثلت تتويجا لفترة انتقالية امتدت لسنوات عديدة بهدف إرساء مؤسسات في بلد عانى طويلا من عدم الاستقرار، منذ سقوط نظام سياد بري في 1991، من قبل "المجلس الصومالي الموحّد".

ومساعي إعادة الإعمار لم تتمكن بعض الفصائل مثل تنظيم "الشباب" التابع لـ "القاعدة" من عرقلتها، حيث تتمتع، منذ سنوات، الصومال بمؤسسات فاعلة، رغم التحديات الأمنية الخانقة.

 

 

المصدر : الأناضول