خطاب رئيس الحزب بمناسبة ذكرى غزوة بدر الكبرى

أحد, 10/05/2020 - 21:16

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين
إخواني الصائمين...أخواتي الصائمات
تقبل الله الصيام والقيام، ووفقنا جميعا لإكمال هذا الشهر صائمين قائمين محتسبين، ويسر لنا قيام ليلة القدر، وكتبنا من العتقاء من النار.
في مثل هذا الوقت من كل عام دأبنا على أن نفطر معا في أكناف البيت التواصلي نستعيد ذكريات بدر معا، نتفيأ ظلال الدوحة الرمضانية، وننهل من دروسها؛
واليوم وقد حالت ظروف الجائحة -نسأل الله أن يرفعها عنا وعن كل عباده- دون التواصل المباشر والإفطار على مائدة واحدة وجدت من الضروري تجديد التواصل والتعاهد- ولو عن بعد- على ما دأبنا أن نتواصى عليه من اغتنام فرصة الشهر العظيم لتعميق الصلة بقيم بدر وفضائل شهر القرآن، انتصارا للحق وتضحية من أجله وتشبثا به وذبا عنه، واهتماما بالمستضعفين وقربا منهم، وإحساسا بمشاعرهم، وعطفا عليهم وسعيا في حقوقهم.
أخواتيا
إخواني 
لقد شكل حزب تواصل بمجرد االإعلان عن ظهور حالات من وباء كورونا المستجد لجنة طوارئ حزبية عليا عهد إليها بالقيام بتسخير الطاقات الحزبية لمواجهة الجائحة بكل ما نملك تضرعا إلى الله تعالى أولا ثم تعبئة وتحسيسا، وجمع تبرعات وتوزيعها على الطبقات الهشة.
وبفضل من الله فقد وصلت توزيعات هذه اللجنة كل ولايات الوطن واستفادت منها آلاف الأسرالكريمة.
وهنا مناسبة لشكر كل الخيرين الذين أسهموا في هذا العمل العظيم متضرعين إلى الله أن يجزل لهم المثوبة.
إخواني..أخواتي
ليس من عادتنا في الإفطار التواصلي أن نتحدث في تفاصيل الشأن السياسي وما أريد الخروج عن تلك العادة الحسنة ولكني استأذنكم ختاما في تسجيل ملاحظتين سريعتين:
-    لقد دعمنا في تواصل الخطة الوطنية لمواجهة الجائحة وواكبنا ما دُعينا إليه من مشاورات متجاوزين خلافاتنا وتبايناتنا مع السلطة، وإذ نحمد الله ثم نقدر ما تم من نجاحات في احتواء الوباء بيد أننا نسجل وبكل أسف التعاطي السلبي مع الآثار الاقتصادية والاجتماعية للجائحة، والتغاضي الغريب عن صرخات ودعوات التنبيه على ذلك وعلى وضع العالقين عند الحدود ووضعية المرضى والطلاب في الخارج، وكذا على ما شاب عمليات التدخل الاجتماعي المحدودة من شوائب ومحسوبية وغياب للمعايير.
إن التأثيرات العميقة للجائحة تفرض مزيدا من الجدية والحزم في اعتماد سياسات تنموية تحقق الاكتفاء الذاتي  وخصوصا في المجالات الحيوية  الممكنة لبلادنا  وفي مقدمتها الزراعة لتنمية الحيوانية.
ومن المؤسف أنه في الوقت الذي نواجه الجائحة وتداعياتها تتكشف ممارسات الفساد في الكثير من القطاعات، وتستمر السلطة في صمتها الذي يعني إقرار هذه الممارسات ، ويستمر رموز الفساد في تصدر المشهد آمنين من المحاسبة  التي طالما طالبنا بها باعتبارها ضمانة أساسية لوقف نهب وهدر ثروات هذا الشعب الغني بثرواته الفقير بفعل ممارسات المفسدين من حكامه.
-    نسجل باستغراب بل وندين بشدة عدم مبالاة الحكومة في التعاطي مع أزمة العطش التي تضرب عشرات المدن والقرى في أغلب ولايات الوطن، و نجدد الدعوة الى الإسراع في الإصغاء للأوضاع الصعبة  لساكنة الداخل خصوصاً وقد تكشف ما انتهت إليه عملية توزيع الأعلاف من حصاد هزيل خيب آمال المنمين في مساعدة تغني من وطأة صيف طال ،  نسأل الله أن ينزل رحماته وأن يسقينا الغيث وأن لا يجعلنا من القانطين.
مرة أخرى أجدد شكري لكم، والله أسأل أن يعجل بالفرج ويرفع البلاء، وأن تتجدد فرص نلتقي فيها عن قرب، ونفطر فيها معا، ونتبادل مباشرة  أحاديث الوطن وأشجانه وآماله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.