ابن النفيس زهرة الإيمان وغصن الدعوة الرطيب

أربعاء, 18/01/2017 - 15:23

قل أن يتحدث من قادة العمل الإسلامي وعلمائه ودعاته متحدث إلا وترحم على فقيد الدعوة وواسطة عقدها الفريد المرحوم الشاب سيدي محمد بن النفس، تلك الروح الطاهرة الشفافة والجسد النحيل الوجه الوضيئ الباسم واليد الطاهرة المعطاء التي عمرت 23 سنة لا أكثر ومضت كأحسن ما تكون الذكرى وأطيب ما يكون الأثر، ورغم مرور ثلاثين سنة على وفاة المرحوم ابن النفيس لا تزال ذكراه عطره في مسامع الدعوة وأبنائها
في ازويرات سنة 1965 تفتقت للبراءة والطهر في بيت آل النفيس زهرة واخضر غصن، لأبوين كريمين هما محمد سالم بن محمد الحبيب بن النفيس
ولأهل النفيس في تلك الربوع تاريخ معروف ومشهور حيث مثلوا إحدى الأسر العلمية والروحية التي ينهل الناس من معين معارفها وتربيتها الإيمانية والروحية، وقد حمل فقيد الدعوة اسمه عمه العالم الصالح سيدي محمد بن النفيس
درس ابن النفيس القرآن على عدد من شيوخه في منطقة ازويرات قبل أن تتنقل الأسرة منتصف السبعينيات إلى العاصمة نواكشوط حيث أكمل سيدي محمد القرآن الكريم على يد شيخ المقارئ وإمام العاصمة يومها العلامة بداه ولد البوصيري رحمه الله تعالى وكان يولي اهتماما خاصا للشباب النفيس لما لمس فيه من ذكاء متوقد وحماس للعلم والدعوة.
انخرط الشهيد سيدي محمد ولد النفيس في سلك الحركة الإسلامية باكرا حيث كان من أبرز عناصرها الشبابية في نهاية السبعينيات ومنتصف الثمانينيات وظل على ذلك العهد إلى حين وفاته رحمه الله سنة 1986 حيث كانت آخر أعماله مشاركته في مخيم العقبة في نفس السنة وهو ثاني مخيم تربوي يقام في موريتانيا.
يذكر أقارب سيدي محمد رحمه الله وإخوته أنه كان باذلا معطاء خدوما وكان لا يتأنف عن مهمة يكلف بها وهو الشاب الوديع في البيت، وكان قمة في برور والديه الذين التحفا الصبر بعد رحيله وعزاءهما ما شهد له به الأخيار من طيبة نفس وعفة لسان وعمل في الدعوة
أما إخوانه في الحركة الإسلامية فلا يفتأون يذكرون ذلك الوجه الوضيئ واليد الطاهرة، كان خدوما مع إخوانه في ثانوية تيارت يقدم لهذا درسا، ويهدي ذلك كتابا أو مذكرة أو درسا، يقدم دفاتر دروسه في السنة السالفة إلى إخوانه الذين في يتقدمهم بسنة ولا يدخر جهدا.
كان من شيوخه وإخوانه في الصف الإسلامي يومها الشيخ محمد المختار بن كاكيه، والشيخ بوميه ولد ابياه، محمد الحبيب بن أحمد، محمد جميل بن منصور، شيخاني ولد بيبه، محمد المختار بن الدمين، المامي ولد محمد نوح، المصطفى ولد محمدو وغيرهم كثير.
يذكر عنه رفيقه في رحلة الدعوة الأستاذ شيخاني ولد بيبه
كان شابا نشأ في طاعة الله محبا للخير، رافق نشأة الحركة الإسلامية وتطورها قبل أن يتخطفه الموت وهو في زهرة شبابه، وقد عرفنا فيه التضحية والبذل والعمل الدائب من أجل أن تبلغ الدعوة أهدافها وتنشر ظلالها في المجتمع تراحما وأخوة وبذلا وتضحية وبناء لمجتمع العدالة والإنصاف، نذكره شعلة إيمان لا تخبو وزهرة بذل فواحة، نذكره روحا مؤمنة ولسانا ذاكرا، فرحم الله رعيل الدعوة وتقلبهم في الصالحين.
أما الأستاذ محمد الأمين ولد أحمد كوري فيقول " لقد رحل محمد الأمين كما ترحلُ الأزهار والورود، تاركة العطر والذكرى وحزن البساتين، وكما تنطفئ الشموع سريعا في الصحراء تاركة الظلام الدامس و كما يرحل الحبيب عن حبيبه تاركا وراءه الحيرة والألم والدموع والفجيعة. 
لقد عظمت فيك الفجيعة، إنما*هو الله أفنى بعدما كان أوجدا
رضينا قضاء الله فيك فإننا*عبيد، وحقٌّ أن يطاع ويعبدا.
إنه شاب نشأ في طاعة الله سعى طيلة حياته للانشغال بالأعمال الصالحة و القيم الفضيلة و الصفات الحميدة كما كان يتميز بالاستقامة و الصدف و النزاهة و الوفاء في معاملاته ورر علاقاته مع الاخرين.
كما يشهد له الجميع بأنه كان بارا بوالديه رحيما بإخوته و أخواته. هذا يوم ذكرى رحيل المرحوم المنعم في جنات الخلد - بإذن الله – سيدي محمد بن محمد الأمين بن النفيس رحمة الله تعالى عليهم أجمعين.
سكن مع أسرته نواكشوط في بداية 1977 فأقبل على بعض المحاظر في مقاطعة تيارت و درس فيها مبادئ مختلف العلوم من قرءان و فقه و سيرة...إلخ ثم دخل ثانوية تيارت بداية الثمانينات و هناك احتك بشباب ثانوية تيارت المنقسمين آنذاك بين تيارين سياسيين هما الناصريين و الإسلاميين فكان انضمامه للإسلاميين بحكم دراساته الدينية.
فكان عنصرا حيويا و حاضرا في مختلف نشطات الاسلاميين بحكم العلاقات الواسعة التي نسجها مع شباب و قيادات الاسلاميين في هذه الفترة التي تميزت بصحوة إسلامية في الساحة السياسية بفضل العلاقات الطيبة و التقارب مع نظام محمد خونا ولد هيدالة.
نذكر من مشايخه المشهورين و أصدقائه المقربين آنذاك: الشيخ / محمد المختار كاكيه – الشيخ / بوميه ولد ابياه – محمد جميل ولد منصور – شيخان ولد بيب – محمد المختار ولد الدمين.... 
كان رحمه الله بارا لوالديه رحيما بإخوته و أخواته طيبا و مرحا خدوما و كريما مع الآخرين سواء من ذويه أو غيرهم، كما كان مجتهدا في دراسته، جادا في أعماله و مختلف المهام التي تسند إليه و كذلك المسؤوليات التي يتم تكليفه بها في إطار النشاطات السياسية الكثيرة للإسلاميين آنذاك مثل تنظيم المحاضرات و الندوات و الاجتماعات\
رحم الله ابن النفيس وتقبله في رعيل الصالحين وأئمة المتقين

المصدر: صفحة الرعيل الإيماني على الفيس بوك